بقلم الكاتبة الصحفية: سنا كجك – مختصة بالشأن الإسرائيلي
نشرت وسائل الإعلام العبرية، ضمن ما "سُمح بنشره"، خبرًا عاجلًا مفاده: "تم اليوم تكريم عناصر من الموساد من قبل الرئيس الإسرائيلي يتسحاق هرتسوغ ورئيس جهاز الموساد، تقديرًا لدورهم الكبير في عملية اغتيال السيد جسن نصر الله في الضاحية الجنوبية من بيروت".
فهل اطّلعت أركان الدولة اللبنانية على هذا الخبر الخطير والمروّع؟
هذه المجموعة، المؤلفة من 23 عنصرًا بين رجال ونساء، ظهرت في صورة نُشرت على بعض المواقع العبرية، وقد تم تكريمهم عربون امتنان على تنفيذ مهمتهم الأصعب بنجاح. ولعل توقيت النشر يرتبط باقتراب ذكرى استشهاد قائد المقاومة، السيد حسن نصر الله.
إذاً، لا بد أن "المعلومة الذهبية" التي وصلت إلى نتنياهو وهو على متن الطائرة، جاءت من هؤلاء الجواسيس، الذين كشفوا موقع الشهيد السيد نصر الله، حتى أن نتنياهو نفسه لم يكن ليصدق!
كما أعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، أن مسؤولًا في جهاز الموساد كشف لأول مرة عن تفاصيل العملية، قائلاً:
"قواتنا عملت بريًا تحت النار في قلب بيروت للحصول على معلومات استخباراتية لتنفيذ عملية اغتيال نصر الله."
بمعنى أن الرسالة الإسرائيلية اليوم واضحة: فرقة الموساد، رجالًا ونساءً، كانت في قلب العاصمة بيروت!
"هلأ... كيف وليه؟ ما منعرف! بس اللي منعرفه إننا مخترقون حتى العظم!"
هل ستلتفت الدولة اللبنانية إلى هذه المعلومة الخطيرة؟ كيف دخلوا؟
هل تم إنزالهم جوًا؟ أو عبر البحر؟ أسئلة كثيرة تُطرح...
ثم أين أقاموا؟
في أي فنادق؟ من وفّر لهم الحماية والسكن والتنقل؟
فمهمة بهذا الحجم، تستهدف شخصية بوزن الأمين العام لحزب الله، لا بد أنها تطلبت مراقبة ورصد وتخطيط لفترة طويلة داخل بيروت، قبل بدء العدوان الصهيوني في أيلول.
هذا تقدير موقف، وليس معلومات مؤكدة.
أتتذكرون تصريح نتنياهو حين قال: "وصلتنا معلومة ذهبية عن مكان نصر الله، واغتنمت الفرصة لتصفيته."
هل أدركتم الآن مصدر تلك المعلومات "الذهبية"؟!
وربما نجد تفسيرًا لحادثة اختطاف القبطان البحري اللبناني من منطقة كسروان، إذ دخلوا عليه واقتادوه "بمنتهى الراحة" أمام الكاميرات، وكأنهم أصحاب المكان!
فمن قال إن الفرقة الموسادية التي كُلّفت بمراقبة الضاحية، بكل "سنتمتر" فيها، ليست هي نفسها التي اختطفت ضابط البحرية اللبنانية؟
بيروت كانت "تعج "بعناصر الموساد... فماذا عن اليوم؟
سؤال برسم الأجهزة اللبنانية...
قلمي بندقيتي
Comments