بقلم المحامي فؤاد الأسمر
إلى متى سيبقى حوت الهجرة يبتلع أبناءنا ويرميهم في أقاصي المجهول بعيدًا عنا بعد ان كابدّنا المرّ والعذاب من أجل تربيتهم؟
إلى متى سيبقى حوت الحروب والتفجيرات والاغتيالات يقضم شبابنا وخميرة مستقبلنا ويحيلهم صورًا على حائط الذكريات نرقبها بالدمع مع نهايتنا؟
إلى متى سيبقى حوت البطالة والجريمة والمخدرات والسلاح المتفلت يقطف فلذات أكبادنا ويودي بهم وبمجتمعٍ بأسره إلى الفَنَاء؟
إلى متى سيبقى حوت الجهل والحقد والتعصب والتبعية للخارج يستبدّ بنا ويجعل منا مجرد أدوات غبية تنتحر مجانًا؟
ألا تكفي كل هذه المصائب والمآسي المتمادية لكي ننتفض ونقتل هذه الحيتان ونجترح التغيير؟
خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي وصل لبنان إلى مصاف أرقى دول العالم واكثرها ازدهارًا، فمَا الذي يمنعنا من إصلاح الخلل الذي دمّره وإعادته إلى مكانته؟
فلننبذ النظام المركزي سبب آفاتنا ولنتبنّى إصلاحات تضمن وحدتنا وتطفئ نار عصبياتنا المذهبية وشهواتنا الإلغائية بحق بعضنا البعض، ولنرسي أسس نظامٍ يحترم ثقافة وخصوصية كل منًا تحت مظلة دولة واحدة ومؤسسات دستورية تسهر على أمن وكرامة الجميع وتعيد بناء لبنان واقتصادٍ سليم مُعافى.
ألم يحن الوقت للاتعاظ من تجاربنا المريرة؟ ولماذا الخوف من الاقتداء بتجارب الدول ذات التعددية الثقافية التي تحوّلت من الحروب والدماء الى السلام والازدهار؟ والى متى الانتظار؟
Comments