بقلم: المستشارة والكاتبة السعودية د. غدير عبدالله الطيار
الإعلام هو أداة جوهرية وأساسية في تشكيل الوعي المجتمعي، ونشر المعرفة والقيم والمبادئ، وتعميمها بين أفراد المجتمع، بالإضافة إلى دوره الحيوي في تسهيل التواصل الاجتماعي بين الأفراد والجماعات. ولا يتحقق ذلك إلا من خلال توفير منصات فعالة لتبادل الأفكار والمعلومات.
إن الإعلام يساهم في دعم التنمية، ورفع مستوى الوعي، وتطوير الخطاب الإعلامي. ويجب أن ندرك أن نجاح الرسالة الإعلامية يُقاس بمدى تأثيرها الفكري والعملي على الجمهور، إذ تحمل في طياتها مضامين متعددة تُبنى بأسلوب متقن ومتميز، لتصل إلى المتلقي وتؤثر فيه بشكل غير مباشر.
لذا، ينبغي أن يسعى الإعلام إلى تعزيز قيم السلام والتسامح، والتأثير الإيجابي في الرأي العام، إلى جانب دوره في خدمة القطاع التجاري والتسويقي، وتقديم المعلومات المفيدة للجمهور بشكل عام.
ولا يمكننا إغفال الدور المحوري الذي تقوم به هيئة تنظيم الإعلام في المملكة، من خلال ضبط المحتوى الإعلامي، وإصدار اللوائح والأنظمة التي تنظم العمل الإعلامي بما يتماشى مع قيم المجتمع ومبادئه.
وقد جاءت قرارات وزارة الإعلام وهيئة تنظيم الإعلام لتؤكد حرص القيادة الرشيدة على الحفاظ على القيم المجتمعية والتعاليم الإسلامية، في إطار رؤية واضحة تهدف إلى تطوير الإعلام السعودي وتميّزه. إنها خطوة تنظيمية تعيد ترتيب المشهد الإعلامي، وتضع ضوابط صارمة ومميزة، خاصة في ظل ما نشهده من تراجع في بعض جوانب المحتوى الإعلامي.
لقد لاحظنا مظاهر لا تحترم العادات والتقاليد والذوق العام، سواء في الحديث أو اللباس أو التصوير، مما يثير الاستغراب ويستدعي وقفة جادة لاحترام المكان والزمان، والاهتمام بنشر الوعي.
تحية تقدير وإجلال لتلك الضوابط التي صدرت، ومنها:
• منع استخدام اللغة المبتذلة أو التفاخر بالأموال والسيارات في المحتوى الإعلامي.
• منع تصوير الأطفال أو العمالة المنزلية واستخدامهم في المحتوى اليومي.
• منع كشف خصوصيات الأسرة أو عرض الخلافات الداخلية.
• منع التنمر أو الإساءة أو ازدراء الآخرين.
• منع تصوير أي شخص دون إذنه، خاصة في الأماكن الخاصة.
• حظر بث أي محتوى يتعارض مع الهوية الوطنية أو يسيء للقيم الاجتماعية.
• حظر نشر معلومات مضللة أو غير صحيحة.
• حظر رسائل الابتزاز أو استغلال الأطفال بأي وسيلة.
• اعتبار اللباس غير المحتشم أو المبتذل مخالفة صريحة للضوابط.
وقد أكدت الهيئة العامة لتنظيم الإعلام أن العقوبات ستُطبق على كل من يخالف هذه الضوابط.
وفي الختام نقول:
"الحلم مجرد حلم، أما الهدف فهو حلم له خطة وموعد لتحقيقه."
ومن قلب كل سعودي وسعودية، نقول:
شكرًا لخادم الحرمين الشريفين، وشكرًا لعرّاب الرؤية وملهم العصر، سيدي الأمير محمد بن سلمان، على ما يُقدمه من جهود مميزة في هيئة تنظيم الإعلام، ممثلة بمعالي الأستاذ سلمان الدوسري وزير الإعلام، والدكتور عبداللطيف الرئيس التنفيذي للهيئة.
نسأل الله أن يجعل ذلك في موازين حسناتهم، ويجزيهم عنّا وعن المجتمع خير الجزاء.
نكرر: هي السعودية... وكفى.
همسة ونداء:
نأمل أن يُمارس الإعلام من يحمل شهادة أكاديمية فيه، درسها ومارسها، ليكون جديرًا بهذه المسؤولية.
نقطة آخر السطر.
Comments