bah اجتمع النقيضان.. عمار الحكيم في تكريت - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

اجتمع النقيضان.. عمار الحكيم في تكريت

04/10/2025 - 23:07 PM

Prestige Jewelry

 

 

عباس البخاتي

 

لم يخطر في أذهان اغلب المتابعين، ان يقوم عمار الحكيم بخطوة مستفزة لمشاعر غالبية سكان تكريت والمناطق الغربية، حين إختار يوم سقوط صدام مناسبة لزيارته محافظة صلاح الدين.. فالمعروف عن الرجل تبنيه منهج الوسطية والاعتدال، وهذا ما يشهد به خصومه قبل شركاءه في العملية السياسية!

وصف تلك الزيارة بالخطوة الاستفزازية من قبل بعضهم، لم يأت من فراغ تبعا للصورة النمطية الراسخة في الذاكرة، للبعد التاريخي والطبيعة المجتمعية لمدينة تكريت من جانب، وما يمثله عمار الحكيم من امتداد أسري ومذهبي ومناطقي من جانب أخر، تجعل من الجانبين ندًين يستحيل جمعهما على قاسم مشترك.

الذاكرة العراقية وخصوصا للجيل الذي عاش زمن هيمنة أسرة صدام، على مقاليد الحكم في العراق، وكيف ساهمت النزعة المناطقية لجعل البلد ضيعة وهبها الحاكم الأوحد، لأبناء جلدته من سائر البيئة الغربية، والتي كان لأهل تكريت حصة الأسد من تلك الغنيمة، لا يمكن أن تتجاوز هكذا تاريخ..

كيف يمكن لمن اكتوى بنار البعث، وتحمل آهات حكمه ان ينسى "التكريتي".. ذلك اللقب المرعب لضباط الأمن ورجال الاستخبارات، وقادة الفرق وآمري الالوية ورؤساء الجامعات، والمحافظين والسفراء والوزراء، وسائر المتنفذين في مختلف مفاصل الدولة؟ بل وحتى المواطن العادي، الذي كان يحمل هذا التوصيف، وكيف كان يعامل كممثل للطاغية بشخصه، وفي أي مكان وزمان!

هل سيتمكن الرواة والكتاب، من وصف دقيق لآلية تعامل تلك الشخوص، مع من يختلف معهم في التقسيمات الوطنية، مذهبيا كان ام قوميا او مناطقيا؟ بل وحتى فيما بينهم هم كأفراد تجمعهم المنطقة، لكن تفرقهم العشيرة والقرب من الطاغية؟!

مهما كانت دقة الوصف لتلك الحقبة، من المستبعد حصول تعاطف للسامع، خصوصا من أجيال ما بعد  سقوط النظام، والتي لم "تنعم" بالعيش ايام الزمن الجميل!.. فالجرح لا يؤلم الا من به الألم.

نعود للصورة النمطية المأخوذة، عن الواقع الإجتماعي لمدينة تكريت، والتي لا زالت ترسبات  الماضي عالقة في مخيلة "بعض" من أبناءها، ولنقًيم زيارة الحكيم من ناحية التوقيت، دون الخوض في الأهداف والغايات والرسائل، التي يريد إرسالها من خلال تلك الزيارة، ولنرى إن كنا محقين بوصفها بالزيارة الاستفزازية؟

لأننا وبعد ان سلطنا الضوء على النزر اليسير، من الشعور العام لطبيعة المجتمع "التكريتي" لابد من الإشارة إلى الأبعاد التي يمثلها عمار الحكيم، من حيث بيئته الإجتماعية وبعده المذهبي وارثه الديني، فهو سليل العائلة التي رفعت لواء معارضتها لحكم "صدام التكريتي" والمدعي بالحق الشخصي لعشرات الضحايا، الذين أعدمهم النظام بناء على موقف، أو كلمة ورأي ماكانا منسجمين مع توجهات حزب الطاغية.. إضافة لكونه من أبرز المتصدين في العملية السياسية، التي قامت بعد إزالة الحزب الواحد، ناهيك عن اعتبارات أخرى لا مجال لحصرها.

هل سينصت ابناء تكريت لطروحات عمار الحكيم وكلماته، على مشارف قرية العوجة مسقط راس صدام؟ وهل سيكون ضيفا خفيف الظل على أبناء تلك القرى والقصبات؟ وهل ستتفاعل النخب والكفاءات مع تلك الزيارة بشكل إيجابي؟ ام ستكون سياسة "الأكتاف الباردة"  والابتسامات المصطنعة هي السمة المسيطرة لتلك الزيارة؟

 

بيروت تايمز

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment