الهام سعيد فريحة

يُقالُ ان الذكاءَ الاصطناعيَّ ساهمَ في إنقاذِ كاليفورنيا من دمارِ الحرائقِ...

ماذا يؤخِّرنا نحنُ، كشعبٍ عن الاستعانةِ بالذكاءِ الاصطناعيِّ ليدلنا على طريقةِ خلاصنا منْ هذهِ المنظومةِ التي تَحرقنا كلَّ يومٍ، وتدمِّرنا كلَّ ثانيةٍ، وتذلُّنا كلَّ لحظةٍ، وتأخذنا إلى جهنمٍ في كلِّ دقيقةٍ...

المعادلةُ بسيطةٌ وتلقيمُ الذكاءِ الاصطناعيِّ سهلٌ:

يكفي انْ نكتبَ:

الوصفةُ السرِّيةُ لإنقاذِ اللبنانيينَ منْ الذينَ قتلوهمْ على مدى عشراتِ السنواتِ وسرقوهمْ واقتسموا ارزاقهمْ وسرقوا ودائعهمْ، وارتكبوا المعصياتِ باسمائهمْ،

مع ضرورةِ التذكيرِ بقدرةِ هؤلاءِ على التفلُّتِ من أيِّةِ مساءلةٍ وأيَّةِ محاسبةٍ لأنهمْ سيطروا على القضاءِ وسيَّسوهُ،

وعلى الاعلامِ فدجَّنوهُ،

وعلى المجالسِ والمؤسساتِ الرقابيةِ فنخروها فساداً،

وضرورةُ الاشارةِ إلى فشلِ كلِّ انواعِ الثوراتِ والثوارِ لاطماعهمْ ولمحاولاتهمْ تسلُّقَ السلطةِ على ظهرِ مطالبِ الناسِ،

***

ولا ننسى طبعاً ان نُذكِّرَ "روبوت" الذكاءِ الاصطناعيِّ ان دولَ العالمِ كلها تتدخلُ في شؤوننا وتُصفِّي حساباتها على ساحاتنا وتُوجِّهُ الرسائلَ منْ عندنا، وتُمارسُ كلَّ انواعِ الوصاياتِ علينا...

وعلينا ايضاً ان نذكِّرَ بوجودِ مليوني نازحٍ ولاجىءٍ اجنبيٍّ بيننا،يمرُّونَ عبرَ معابرِ التهريبِ ويستبيحونَ البلادَ ويتاجرونَ بالممنوعاتِ ويحمونَ المسلحينَ...

هلْ هناكَ حاجةٌ بعدُ لقولِ المزيدِ؟

فلنجرِّبْ هذهِ المحاولةَ الاخيرةَ قبلَ ان نستسلمَ، لعلَّ ما عجزتْ عنهُ عقولنا البشريةُ تجترحُ لهُ الحلولَ العقولُ الاصطناعيةُ الذكيَّةُ.. فأزماتنا مستحيلةُ الحلولِ وصرنا نشعرُ وكأننا نموتُ موتاً بطيئاً منْ دونِ ان يلوحَ في الأفقِ ضوءٌ او نجمةُ املٍ...

سنتعبُ كثيراً قبلَ ان ينبزغَ الفجرُ ...

ومنْ قالَ أن ليلنا لم يعدْ طويلاً..

ننتظرُ بياناً منْ نيويورك، وموفداً منْ قطر، وجولةً لمبعوثٍ فرنسيٍّ، وموقفاً منْ واشنطن، فيما عقولنا اللبنانيةُ مقفلةٌ على أيِّ فكرةٍ منْ لبنانَ...

هلْ صحيحٌ ان جبران خليل جبران خرجَ منْ لبنانَ إلى نيويورك ليكتبَ النبيَ هناك، ويُصبحَ دستورَ الاجيالِ الاميركيةِ المتعاقبةِ؟ منْ قالَ؟

Share

Comments

Add your comment