مايا ابراهيم، فراشة الاعلام تصقل اسمها بالمحبة والتواضع

05/10/2023 - 15:06 PM

San Diego

 

 

لناقد والروائي  دكتور روي حرب

فراشة مميّزة نشرت أجنحتها على فضاء مواقع التواصل الاجتماعي فحلّقت ونقلت مواضيعها من الحياة اليومية الى مصاف الشعر مع رشّة من الفلسفة والعمق المحبّب. قد تعجز عن وصفها بكلمة واحدة، إذ إنها تجمع من الصفات الحميدة ما يجعلها أقرب الى ايقونة في العصر الالكتروني الجديد. يحلو معها الحديث و لايخلو من السجع والدعابة والجد والتشويق، إنها مايا ابراهيم.

كيف تعرف مايا ابراهيم عن نفسها ؟

انسانة تعشق الحياة بكلّ تفاصيلها.

تغازلين عالم الاعلام والأضواء، لكنك تقولين انك لست اعلامية، تكتبين الشعر والنثر الشعري وتقولين انك لست شاعرة، أسلوبك الروائي جذاب ولكنك لست روائيّة، هل أنت أحجية؟

في داخلي مجموعة فتيات، كلّ واحدة منهنّ تحمل رسالة تريد ايصالها الى المجتمع، قد يقول قائل عني اني PUZZLE ، لكنني بسيطة لدرجة أعتبر الحياة حديقة فأقطف منها ما لذّ وطاب وأتشارك بثماري مع قرّائي.

واعذرني سيدي الكريم وصديقي العزيز، إذ يتعذر علي تصنيف نفسي في زاوية واحدة لأنني أخاف أن أجتزئ من لوحتي.

معدّة ومنسقّة برامج أيضاً، وقيل عنك أنّك “قاطعة البحار والمحيطات”، ما شاء الله.

لم أتوقع يوماً أن أدخل عالم اعداد البرامج، قادتني اليه الصدفة وجذبني العمل، وحمدًا لله أنني أتقنته بشهادتكم الغالية وشهادة العديد من الضيوف الذين تواصلت معهم من لبنان ومصر وسوريا والعراق والخليج العربي ودول المغرب، فكانت تجربة حلوة أغنت مكتبتي ودائرة أصدقائي.

في الحياة أصدقاء وأعداء، من هو عدو مايا ابراهيم؟

الحياة جميلة وأبسط من العداء.  نحن نتعلم من ماضينا ومن كلّ شخص قابلناه، سواء بقينا على تواصل أم أبعدتنا الظروف، ولطالما قلت “اللي بيدعمنا بحب بيروينا…واللي بيجرحنا بيعطشّنا وساعتها منعرف قيمة الري بحياتنا“.

أصحاب الفضل كثر على مايا ابراهيم، فمعرفتهم صقلت شخصيّتي وكل شخص دخل حياتي أضاف الى مدرستي مادّة جديدة تعلمتها بلغة الإنسانية.

في عالم اليوم تسطع نجومية الشخص بسرعة البرق وتنطفئ أيضاً بسرعة، هل تغريك الأضواء؟

الحياة تشكيلة من الفنون لا يمكن التمييز في ما بينها، حتى بانسانيتك يجب ان تكون فناناً.

الفن هو مقياس الحضارة في النفوس، فإذا سطع نجم فإنما الامر مؤقت. هل رأيت ضوء القمر في النهار؟ بل هو يحتجب، لكنّه يبقى، وهنا يكمن سر الاحتراف في العمل، فإن أعطيت عملك من قلبك وصقلت فيه شخصيتك فهو يبقى حتى ولو غبت عن الساحة لبرهة من الوقت.

ما هو الأكثر تأثيراً على الجمهور برأيك، الإعلام التقليدي أم المؤثرين ووسائل التواصل الإجتماعي.

لكلّ منهم دوره وجمهوره ولونه الخاص؛ فذوق المتلقي يختلف وليست كل أصابعك بنفس المستوى. لكلّ جيل وسيلته وقد قيل سابقاً “لكل عهد رجالاته”.  ليست مهمة الوسيلة انما الرسالة هي الأهم.

مايا الطفلة المدللة، والصبية الحلوة أين هي اليوم من جيلها؟

لقد كبرت مع عقارب الزمن، كما كل صبية، تبدّلت الهدايا من ألعاب الى اطراءات وألقاب أعتز وأفخر بها، لكنني ما زلت أحتفظ بطفلتي في داخلي، وأرجع إليها عند كلّ مساء لأسألها ان كانت راضية عمّا قمت به خلال النهار.

وهل تكون راضية؟

لم تعرب عن إنزعاجها يومأً (تضحك كطفلة صغيرة).

حصدت الكثير من الألقاب من فنانين وصحافيين وإعلامين لهم مكانتهم، أيّ لقب هو الأحب الى قلبك.

أعتز وأفتخر بكل لقب جاءني نابعاً من قلب محب وصادق، لكن مايا ابراهيم هو اللقب الأحب، فكلّ الألقاب تسقط مع الوقت لكن يبقى الاسم الذي أحاول جاهدة أن أصقله بالمحبة والعلم والتواضع والثقافة. عساني أترك بصمة في هذا العالم.

أنا واثقة أنّ الله عزّ وجلّ أوصى بي الكثير من المحبين وأعاهد نفسي أولاً وجميع الأصدقاء بأن أسعى دومًا للحفاظ على ثقتهم ولأكون عند حسن ظنهم في كل عمل أقدّمه.

كلمة الختام تكون عادة للضيف، لكنني أستسمحك، آنستي، لأختم هذه المقابلة الشيقة مع القراء باستعارة وتصرّف للكبير نزار قباني وأقول “مايا في الأرض بعض من تخيلنا، لو لم نجدها عليها لاخترعناها”.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment