من رحم الثورة ولادة الجمهورية الثالثة!

12/05/2019 - 11:38 AM

Fadia Beauty Salon

 

 

سيمون حبيب صفير    

 

هذا هو اليَوم الذي صنعه الشَّعب فلنفرَح ولنتهلّل به!
 
اللّبناني قامَ من بين الأموات ووطئ الخوفَ بالصَّوت، وأرعبَ الطُّغاةَ ألّذين في القُصور. هلّلويا. هلّلويا.
 
بعد أن نجح الثوار ببلوغ أهداف عدة ومن أبرزها وأهمها إسقاط الحكومة، والقضاء على حلم أحد وزراء "العهد القوي" الموارنة المتنطّحين للوصول إلى رئاسة الجمهورية، وتحجيمه إلى أقصى حد، فهم لا يقبلون لتولّي رئاسة الحكومة إلا برجل أكاديميّ حيويّ رؤيويّ، غير إقطاغيّ، ناصع الجبين، كفه أنقى من ثلج صنينّ، سيّد حرّ مستقلّ، من خارج هذه الطبقة السلطويّة السياسيّة البائدة الفاسدة، يحكم بالعدل مع فريق عمل وزاري، من رجال وسيدات، من النخبة الأكاديمية التكنوقراط، بحيث يستلم كل وزير ووزيرة منهم وزارته، "مستقوياً" بالأسلحة المشروعة والفتاكة وهي الخطط المستقبليّة والدراسات العلميّة والاستراتيجيّات الإنقاذية، في كلّ المجالات والقابلة للتنفيذ، ضمن مدة زمنيّة وميزانيات ماليّة محدّدة، على أن يتم الاشراف على المشاريع المزمع تنفيذها بشفافية ومهنية عالية.
 
الثوّار الأحرار يسألون اللجان النيابية وتحديداً لجنة المال والموازنة "الفعّالة": ماذا فعلتِ طيلة هذه السنوات، حيث اجتمع النوّاب، وشربوا القهوة، وأكلوا وشربوا، وناقشوا، ودرسوا، وبحثوا، ودقّقوا، وفذلكوا، ومحَّصوا، وتفحّصوا، واستفسروا، وشكّكوا، وسكتوا، واختلفوا، واتفقوا، ولفلفوا، وشهدوا زوراً، وطمسوا الحقائق، وسكتوا عن الحق؟! أجيبينا ماذا فعلتِ يا حلوة؟!
 
الثوّار يجيبون: كلّ الصّفقات والمُحاصصات والسّمسرات والسّرقات واللّفلفات والتّهريبات والتّنفيعات والعمالات والخيانات حدثت منذ عقود، وإلى يومنا، وعلى أساس تمثيلنا، داخل مجلس النواب، مجلس التشريع، فوق الطاولة، وتحت الطاولة.. بل في الدهاليز والأقبية والجحور التابعة لمعاقل السلطة.. 
 
ويسألون: ماذا أنجزتم يا نوّاب الأمّة ووزرائها وقادتها استباقياً ووقائياً قبل الوصول إلى الإفلاس الماليّ والانهيار الاقتصادي الذي وصلنا إلى حضيضه؟!
 
ويسألون: هل أنتم يا نوّاب أمّتنا اللبنانيّة أبرياء من دم هذا الصّديق: الشعب اللبناني الذي حكمتم عليه زوراً وبهتاناً وظلماً، وجلدتموه، واستنزفتموه، وصلبتموه؟!
 
الثوّار الأحرار يتساءَلون: هل يعقل أن يخون الوكيل الأمانة ويسيء استخدام الوكالة الممنوحة له من موكّله أي الشعب الذي محضه ثقته انتخاباً في صناديق الإقتراع في الانتخابات النيابية؟!
 
الثوّار الأحرار يجزمون أنّ أبشع وأخبث وأوسخ وأنجَس مؤامرة ضد لبنان وشعبه هي التي يحيكها سياسيّونا الفاسدون الحاقدون اللدودون بالتواطؤ مع أسيادهم في الخارج.. خدمة لإبليس سيّدهم!
 
الثوار الأحرار يسألون: من أين يتلقّى "حزب الله" أمواله ودعمه المعنوي والعسكري.. وبأي عضلات يستقوي؟ من الفاتيكان أم من إيران؟ وهو يعترف بذلك علناً!
 
والذين يقبضون من جهات خارجية باتوا معروفين مكشوفين لا سيّما هؤلاء الساسة اللبنانيين المنبطحين أمام السّعودية تحديداً، هي التي تستعبدعم لمآربها  والتي يضيمها أن يكون لبنان دولة نفطية مزدهرة ومنافِسة!
 
نؤكّد إن الله والقديسين وحدهم مع لبنان.. واللبنانيون الأحرار الشرفاء الانقياء الأكفاء الأسياد وحدهم ينقذون لبنان من أتون الفساد والعمالة والتبعية والخيانات والارتهانات للمحاور الخارجية!
 
الثوّار الأحرار يغنّون ويهتفون في كل ساحات لبنان: كلّنا للوطن، لأجمل وطن، كلّ الوطن لنا.. وكلّ سجون الوطن لكلّ الفاسدين!
 
الثوّار الأحرار يسألون حاكم مصرف لبنان الذي أتحف الشعب، بتطميناته عن وضع الليرة المتين وعن حالة المصارف: أين أموال المودعين؟ وكيف بلغ سعر صرف الدولار اكثر من ١٨٠٠ ليرة؟ لماذا؟ وما هو حجم المال الإحتياطي في مصرف لبنان؟ وماذا عن الذهب؟ ومن يلاحق الصيارفة والتجار؟ ومن أين لهم الدولارات؟ وأين مكتب حماية المستهلك؟! وماذا عن الجوائز التي نلتها أيها الحاكم العبقري المُبدع؟ ما هذه الهندسة المالية النقديّة والمصرفيّة والاقتصاديّة الفاشلة والتي خدعتنا بها إذ ظهرت على حقيقتها بأنها هشّة وكذبة كبيرة دأبتَ على تلويث آذاننا بها؟! ألا تستحق المحاكمة أيها الحاكم الفاشل شريك الطبقة السياسية بفسادها ونهبها المال العام وتغطيتك للأعمال المصرفية المشبوهة؟!
 
ماذا عن سندات الخزينة والقروض الفضائحية يا حاكم مصرفنا المركزي.. وأنت المؤتمن الأول عليه؟!
 
الثوّار الأحرار يعلنون: المحاكمات بعد المماحكات، لا بد آتية، عبر القضاء المختص، أكان عبر المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء أو عبر المحاكم الأخرى، كلّ بحسب اختصاصها ودرجاتها. وجلّ ما نتمناه أن تتمّ المحاكمات في لبنان، وفي أسرع وقت، لاسترجاع الأموال المنهوبة من ناهبيها السياسيين والإداريين وموظفي الدولة ومن لفّ لفّهم، ومهما علا شأنهم، (فيما شأنهم تمرّغ بالوحل بسوء أفعالهم!) ولا يسعنا إلا انتظار بدء أعمال هذا المجلس القضائي ونرى النتائج فعلياً!
 
الثوّار الأحرار يقولون للكسالى، المتخاذلين، المستسلمين، المستفيدين، النفعيّين، الإنتهازيين، المنبطحين الرّجعيّين، التبعيّين، العملاء: لا يحقّ لكم التهجُّم علينا وتقبيح الثورة.. وننصحكم بالندامة والتوبة والارتداد وتصويب مساركم لخير مصيركم ووطننا لبنان الذي نعيش معاً على ترابه ونشرب من مائه ونتنشق هواءه ونتشارك خيراته.. والعودة عن الخطأ فضيلة!
 
وكلّ من يدعم فاسداً ويدافع عنه هو فاسد!
 
لا جِدال، لا نِقاش، لا حِوار، لا مساومة!
 
رأينا بأم العين، من ضمن مشاهد الاعتداءات السافرة على الثوار، لا سيما من الشبان الرعاع الفلتانين، وبعض العسكر، مشهداً مقرفاً مقززاً في بيروت "أم الشرائع" حيث أن بعض نواب أمّتنا كان يسير ضمن مواكب سيارات ليدخل إلى مجلس النواب، لمناقشة وإقرار بل تهريب قانون العفو العام الملغوم، في وضح نهار الثورة، وبحماية مدرّعات وآليات عسكريّة، وأسلحة، وكأنه متّجه إلى حدودنا الجنوبية مع العدوّة إسرائيل ليحاربها أو إلى إحدى ساحات أو جبهات أو أزقة المواجهات مع الإرهابيّين؟
 
ما قيمة النائب الذي يخاف من شعبه؟!
 
يا للخزي والعار والهوان!
 
نتقيّأ!
 
الثوّار الأحرار يجاهرون بأن الثورة هي صلاة الأبطال وفعلهم المقدّس!
 
كلّ ما دون الثورة ثرثرة وكلام انهزاميّ!
 
شربل، رفقا، نعمة الله، اسطفان، أكويلينا، مارينا وكل زملائهم القديسين هم قادة ثورة لبنان ضد الظلام والظلاميين وطغمة السّلطات الفاسدة المُخرّبة المُعربِدة في الوطن الرسالة في شرقنا المعذّب...
 
الثوار الأحرار يعلنون إيمانهم بأنّ فجر القيامة آتٍ لا محالة في ربيع الجمهورية الثالثة.. من رحم ثورتهم المباركة!
 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment