" كون الطيور العظام "

10/07/2019 - 13:39 PM

Prestige Jewelry

 

بقلم : ابراهيم امين مؤمن

مقطوعة من رواية قنابل الثقوب السوداء  بعنوان

              "كون الطيور العظام "

 

لم يهدأ وليم مطلقاً منذ أن خبّره فهمان بأمر العبور إلى الشيطان.

-قال وليم همساً..أرجو أن تريني كيف تصنع قنبلة الثقب الأسود والتى تمكنك ركوب الجرافيتون لعبور الجسر المؤدّي إلى إبليس.

-أستاذي.. إمكانيّات FCC-1 ضعيفة ولن تسمح بذلك.

-ألا توجد أيّ طريقة ملعونة لأرى ذلك الجسر؟

-مستحيل ، صمت هنيهة متفكّراً ثمّ قال ..من الممكن أن أريك جسر عبور لبوابة أخرى مجهولة ، ولكن للأسف سيُنسف فوراً ، أي سيُنسف كلمح البصر وتبعاً قد لا ترى شيئاً.

-قال راجياً ..الحقني به.

-لابدّ من رصد الجرافيتون ، إذا استطعنا رصْد الجهة التى يهرب إليها أمكننا رؤية البُعد ، لكنّها تجربة خطيرة عليكَ ، أنت فقط.

-حياتي فداءً للعلم ، أريد أن أرى البُعد ، فهمان ..أتوسّل إليك أريد أن أرى كوناً آخر.

-العفو أستاذي ..سنقوم بعدّة ارتطامات على FCC-1 حتى تستطيع أن ترصد منطقة هروب الجرافيتون ، اتبعْ بعينيك المسار وستجد البعد عندها.

-لم أسمع بشئ كهذا من قبل.

-سيدي وليم..قفْ هنا عند هذا الكاشف وانظرْ بنفسك بهذا التلسكوب ، سنؤدّيا التجارب بكامل طاقة FCC-1 وهذا كما تعلم قد حذّرت منه سيرن .

-محظور محظور ، غير هام ، أريد أن أرى الكون مهما حدث.

توجّها مباشرة الى المصادم وأطلقا حفنة البروتونات ومرّت 19 دقيقة وبدأ العدّ التصاعدىّ  للدقيقة الأخيرة ..1ث ،2ث ، .. 58 ث، 60 ث ارتطام ..

نظر وليم فلم يرصد شيئاً ، فقال له .. فهمان لم أرَ شيئاً.

ردّ فهمان : سيدي .. لقد هرب من ناحية غير التي نظرت فيها ، تحلَّ بالصبر حتى يقع نظرك على الجرافيتون.

ردّ وليم بشغف .. حاضر حاضر .. هيّا .. هيّا . لنفعل ونكرّر حتى أرى.

وأُعيدتْ التجربة ومرّت العشرون الدقيقة وحدث الارتطام ، وفجأة سقط وليم مغشياً عليه بعد أن جذب الجرافيتون بنطلونه وقطعة من شورته الداخليّ .

هرع إليه فهمان وأفاقه ، نهض من الأرض ثمّ لطم فهمان .. وفي مشهد غريب ارتعش جسده وهو يواري سوءته ، حتّى إذا ما غادرته الرعشة قال له .. سيدي وليم هل أنت بخير ؟ الحمد لله ، صمت برهة ثمّ قال .. ماذا رأيت سيدي ؟

فقال وليم ..كدتُ أن أموت يا فهمان ، رأيتُ طائراً ضخماً كالجبل وهمّ بمرور البوابة والدخول إلينا.

ردّ فهمان .. سيدي ..لقد جذب الجرافيتون بنطلونك و .. ، ولقد رأى هذا الطائر بُعدنا عبر جهة هروب الجرافيتون، ولقد هرب إلى كون آخر وقد كان كون طيور عمالقة، الطائر منهم بالحجم الذي رأيته ، ولو استمر تدفق الجرافيتونات بضعة فيمتو ثانية لعبر هذا الطائر والتهمنا، ثمّ جرى ليأكل ويهدم كلّ ما يراه.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment