لبنان تجاوز قطوعًا إرهابيًا رهيبًا ... تحية إلى العماد جوزيف عون

06/07/2019 - 12:10 PM

Fadia Beauty Salon

 

 الهام سعيد فريحة

في بلدٍ فيه مليون ونصف مليون نازح سوري، موزعين في مخيمات عشوائية في المدن والبلدات والقرى، ساحلًا ووسطًا وجبلًا، وبعضهم دخل خلسة من دون أن يملك اي أوراق ثبوتية.
وفي بلدٍ فيه نصف مليون لاجئ فلسطيني "لا أمل" حتى اليوم في إعادتهم الى فلسطين أو توزيعهم على الدول الشاسعة المساحات والغنية بالموارد والقادرة على استضافتهم.
وفي بلدٍ لديه عشرات معابر التهريب بين لبنان وسوريا (ومَن يُهرِّب صندوق خضار بإمكانه ان يهرب صندوق متفجرات، ومَن يهرِّب أشخاصًا عاديين بإمكانه أن يهرِّب أشخاصًا إرهابيين).
وفي بلدٍ تبدو بعض المخيمات محميّات فيها من الأسلحة والممنوعات ما يصعب أحيانًا معالجتها.
وفي بلدٍ يجثم عدوٌ قبالته على امتداد خط من الناقورة إلى مزارع شبعا.
***
في هذا البلد تقف المؤسسة العسكرية وعلى رأسها قائد مغوار هو العماد جوزيف عون الذي قام بعدة دورات عسكرية في أوروبا والولايات المتحدة ولأنه على دراية بالأمور التي تعنى بالجيش، ينظر إلى هذه الخارطة المفخخة بالألغام الحقيقية والسياسية والمزايدات، محاولًا رد الخطر عن البلد ورد التدخلات في المؤسسة العسكرية. 
عشية عيد الفطر المبارك "سبحت طرابلس بالدم"، كانت سرعة تدخُّل الجيش اللبناني هائلة، تمَّ تطويق الإرهابي، ما دفعه إلى تفجير نفسه بحزام ناسف، ولكن بعدما أوقع أربعة شهداء بواسل من الجيش وقوى الأمن الداخلي الذين شكَّلوا مع الجيش القوة الرادعة للإرهاب.
***
لنتخيَّل للحظة لو أن الجيش لم يكن قادرًا على معالجة الوضع في طرابلس أو لم يكن قادرًا على إنهاء حالة الإرهابي، فماذا كان سيحدث؟
كانت عاصمة الشمال ستغرق في الدم مجددًا، ومَن يدري فقد تمتد التطورات إلى سائر المناطق خصوصًا تلك التي تشهد احتقانات، وفي هذه الحال، لا سمح الله:
عن أي موسم سياحة واصطياف ستتحدثون؟ 
عن أي مفاعيل لمؤتمر "سيدر"؟
عن أي امل بوضع حدٍّ للهدر والفساد؟ 
عن أي موازنة؟ 
***
من دون مبالغة، فإن ما ينعم به البلد اليوم من استقرار، وعدم قدرة الإرهاب على التمادي، يعود الفضل فيه إلى شخصٍ إسمه: جوزيف عون، قائد الجيش اللبناني الذي بات في سجلِّه، منذ تعيينه قائدًا للجيش، "الاوسمة" التالية:
بسرعة قياسية أنهى العملية الإرهابية التي وقعت في طرابلس.
النجاح الباهر في عملية "فجر الجرود" حيث أنهى الحالة الإرهابية لتنظيم داعش في جرود السلسلة الشرقية.
وضع حدٍّ للتدخلات في امتحانات المدرسة الحربية وفي الدخول إلى المؤسسة العسكرية، فلم يعد هناك "تسعيرة" للتلميذ الضابط، و"تسعيرة" للمجند، لأن العماد جوزيف عون من مدرسة وطنية صافية بعيدة كل البعد عن السياسة.
لم يعد هناك شيء إسمه "سهر وسفريات واستحواز على عقارات سواء في لبنان أو في قبرص أو اليونان او تركيا"... لم يعد هناك ضباط برتبة "رجال أعمال" بغطاء بعض مَن هُم في السلطة التنفيذية اليوم، وبحقائب سيادية. 
عادت الكلمة الأولى والأخيرة لقيادة الجيش لا غير سواء في قضية التسلح أو في الأهم قضية الرواتب وتعويضات نهاية الخدمة والتقاعد... ولا يسمح بالتدخل حاليا، فأهلُ المؤسسة العسكرية أدرى بشعابها وملفاتها وقضاياها، فلا يصح أن يدخل على ملفاتها "طارئ" لم يقم بدورات في احدى الكليات العسكرية العالمية، ان في Sandhurst في انكلترا أو Saint-Cyr بفرنسا أو West Point في الولايات المتحدة، وطبعا في لبنان المناصب السياسية بامتياز تطغى على الموقع المناسب للرجل المناسب.
ليتبيَّن لاحقًا ان ملفات تخص الجيش وحقوقه سواء في موضوع التدبير رقم 3 أو في موضوع التقديمات للعسكريين أو في موضوع معاشات التقاعد وتعويضات نهاية الخدمة، لا تخص أو تعني إلاّ قائد الجيش واركانه من العليمين على الأرض بكل ما يخص أفراد هذه المؤسسة الوطنية التي ترعى كل اللبنانيين على السواء.
***
مع ذلك، وعلى رغم كل هذه التدخلات، فإن بالإمكان القول إن المؤسسة العسكرية بايدٍ أمينة ... إنها بين يدي العماد جوزيف عون ليس إلاّ. 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment