bah التكنولوجيا والقدرات الاقتصادية - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

التكنولوجيا والقدرات الاقتصادية

09/17/2025 - 10:18 AM

Prestige Jewelry

 

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

لا يمكن النجاح في الاقتصاد من دون معرفة التكنولوجيا الحديثة المتنوعة، وبالتالي تطبيقها في العلوم والانتاج والتسويق. معرفة التطور التكنولوجي ضرورية ليس فقط للشركة وانما أيضا للمواطن العادي كما لادارة الدولة العامة. تحقيق النمو يفرض الماما وتطبيقا لكافة أنواع التكنولوجيا الحديثة في تشريع واصدار القوانين كما في تحديث وسائل الانتاج والنقل والتواصل. فالشركات الأميركية، خاصة الكبيرة، كما الجامعات الرائدة تبني برامجها على التفوق في التكنولوجيا وبالتالي تستقطب المبدعين العالميين في التعليم والبحوث والنشر والاتصالات. تنجح المؤسسات الأميركية في التعاون المثمر في الاتجاهين مع مؤسسات الابداع خارج حدودها عبر الندوات والبحوث المشتركة والمحاضرات والعلوم النظرية كما التطبيقية. لا يمكن لأي قطاع أعمال من أن يتطور من دون بحوث تكنولوجية يقوم بها أو يستوردها للاستفادة الخاصة أو المشتركة.

فالتجربة الكورية الجنوبية مثلا هي مضرب مثل للتعلم من الغير كما للنجاح في تطوير البحوث الداخلية. لم تكتف كوريا بالتعلم من اليابان ونسخ بعض تجاربها، بل نجحت أيضا في خلق وتطوير بحوث تكنولوجية داخلية يعرفها العالم جيدا في العديد من القطاعات. من منا لا ينظر باعجاب الى منتجات "سامسونغ" مثلا وكافة الأجهزة المنزلية والسيارات المصنوعة في كوريا والتي تراعي جميعها مبدئي النوعية والسعر. فالدول الناجحة هي التي عرفت كيف تشجع على التجديد والابتكار وكيفية تحويلهما الى عوامل نمو تنقل الناتج المحلي الاجمالي الفردي الى مستويات أعلى. لو توحدت كوريا الجنوبية مع الشمالية لأصبحت أقوى بكثير واستطاعت القيام بالمنافسة الكبيرة الناجحة الاقتصادية والعسكرية ليس فقط مع اليابان وانما مع الصين أيضا.

لم يعد كافيا لأي دولة أن تواجه تحدياتها بالقوتين السياسية والعسكرية فقط، بل عليها أن تتحلى أيضا بالقوة الاقتصادية التي تعطيها في نفس الوقت قدرة دفاعية وهجومية تجاه الحلفاء كما الأعداء. قوة أميركا مثلا ليست فقط سياسية وعسكرية وانما خاصة اقتصادية. فالرئيس ترامب يواجه حلفاءه وخصومه بالسياسات الاقتصادية القاسية المناسبة لبلده. يواجه الحلفاء كما الخصوم بالتعريفات الجمركية وبالتهديد بالخروج من مؤسسات ومنظمات اقليمية ودولية يستفيد منها الحلفاء كمعاهدة حلف شمال الأطلسي وكافة المؤسسات والاتفاقيات الأممية. تحجيم موازنة المساعدات الخارجية سيكون لها تأثير كبير على الفقر والفقراء في كافة أنحاء العالم. يستعمل ترامب القوة الاقتصادية للحصول على منافع جديدة كبيرة للولايات المتحدة.

يواجه ترامب الخصوم بالعقوبات كما هو الحال تجاه روسيا وايران وغيرهما. يرتكز ترامب ليس فقط على قوة الجيش الأميركي وعلى دهاء وخبرة الديبلوماسية الأميركية، بل أيضا على تفوقه الاقتصادي المرتكز على التجدد التكنولوجي والانتاجية المرتفعة والقدرة على الاستفادة من القدرات البشرية والمالية الداخلية. أميركا لا تحتوي فقط على الأدمغة الكبيرة بل تنجح أيضا في استقطاب الأدمغة الخارجية من كل الدول. لذا فالسياسات المحددة للهجرة خاصة لاستقبال الأدمغة ستكون مضرة أكثر فأكثر على الاقتصاد الأميركي الذي يستفيد من اليد العاملة الخارجية لتقوية الاقتصاد والاستمرار في التجدد والابداع.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment