الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية والتقريب بين الأمتين العربية والصينية

08/15/2018 - 12:11 PM

بيروت تايمز

 

بقلم: محمد زريق

 

علّمنا الفيلسوف الصيني العظيم "كونفوشيوس" أن نضيء شمعة في الظلام خير من أن نلعن الظلام، فالحكمة تقتضي من كل شخص مادي كان أم معنوي أن يسعى إلى الخير وأن لا يقف في منتصف الطريق لأن الوقوف هو هزيمة واستسلام. علمتنا الصين من خلال تاريخها المجيد والمزهر وسياستها الناعمة والحكيمة أن نمشي دائماً إلى الأمام لأنَّ كل خطوة يمكن أن تُحدث فارقاً عظيماً.

إنَّ العلاقات بين الدول اليوم قائمة على أساس المصلحة السياسية والاقتصادية أو ربما تكون خوف وطاعة من الدول الأقوى، ولكن عند الحديث عن دولة الصين فالوضع مختلف بشكل جذري. مما لا شك فيه أنَّ الصين اليوم تعتبر مارد اقتصادي عملاق يلعب دور محوري في العلاقات التجارية بين الدول، ولكن هل هذا الأمر كافٍ للحديث عن علاقات مميزة بين الصين والدول العربية؟

المصالح الإقتصادية وجدت لتكون في خانة الإقتصاد والتبادل التجاري، إنها علاقات قائمة على العملة والأرقام؛ أما في ما خص العلاقة مع الصين فهي تتعدى الأرقام لتطال التواصل والتفاعل الفكري والحضاري والثقافي، والتعاون السياسي والعسكري، فهذا البلد الكبير والعظيم بشعبه وناسه أحبَّ أن يطل على الدول العربية لأنها الأقرب إلى فكره وقلبه وذهنيته، ومنها إلى العالم البعيد.

العلاقات الدبلوماسية الرسمية هي التي تُعبّد الطريق أمام التبادل بين الدول وإقامة أفضل العلاقات، أما في العالم العربي وبما أنَّ العلاقات العربية الصينية هي علاقات مميّزة، فقد ارتأت مجموعة من الشخصيات تأسيس جمعية تهدف إلى زيادة التفاعل والتعاون بين الصين والدول العربية تحت اسم "الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية" وقد اتخذت من بيروت مقراً لها.

يترأس هذه الجمعية السيد قاسم محمد طفيلي، والدكتور جميل حسين حديب هو نائباً له، والسيد مختار سليمان هو أمين السر العام، والدكتور بيار بولس الخوري هو مدير الشؤون الثقافية والبحوث، والدكتورة ماري كمال حبيب هي مديرة شؤون العلاقات الخارجية، والسيد عصام خضر عبد القادر هو مدير شؤون العلاقات العامة والإعلام، والسيد جاد عمر بوتاري هو مدير الشؤون الإجتماعية، والسيد عبد قبرصلي هو مدير النشاطات. تعمل الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية على تعزيز دور لبنان والدول العربية في إرساء أفضل العلاقات مع العالم بشكل عام والصين بشكل خاص، وذلك من خلال التفاعل الحضاري والثقافي والاقتصادي، وتبادل الخبرات في جميع الميادين، وإرساء علاقات التعاون مع الهيئات المدنية على اختلاف اختصاصاتها، والتقرّب من الثقافة الصينية وذلك عن طريق التعاون الاقتصادي والاجتماعي والسياحي والثقافي، كل هذا تحت عنوان عريض هو "التقريب بين الأمتين العربية والصينية".

إنَّ الدول العربية اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، هي بحاجة إلى الدولة الصينية، لأنها الرقم الصعب في معادلة السياسة والإقتصاد وهي الصديق الصدوق للدول العربية منذ فجر التاريخ وطريق الحرير يشهد على هذه العلاقة المميزة. إنَّ العلاقات العربية الصينية ليست وليدة اليوم، والمستجدات المتطورة والمتسارعة في ميدان العلاقات الدولية تفرض على الدول العربية التفكير أكثر من مرة ومد اليد إلى الصديق الصيني القوي والوفي.

تعتبر الجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية واحدة من أهم الركائز التي تُبنى عليها العلاقات العربية الصنية، ومما لا شك فيه أنَّ لهذه الجمعية الدور المهم في تطوير وتعزيز هذه العلاقات من أجل الأمتين العربية والصينية. فالمستقبل نبنيه معاً يداً بيد، والصين هي الشريك المستقبلي الأول للدول العربية والجمعية العربية الصينية للتعاون والتنمية تلعب الدور المهم من أجل تفعيل وتعزيز دور الصين في العالم العربي.

 

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment