bah كوزو أوكاموتو لا يزال مطلوباً، بعد 53 عاماً على هجوم مطار اللدّ.. 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن مكان وجوده في لبنان - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

كوزو أوكاموتو لا يزال مطلوباً، بعد 53 عاماً على هجوم مطار اللدّ.. 5 ملايين دولار مقابل معلومات عن مكان وجوده في لبنان

06/10/2025 - 04:29 AM

First 5 California 2025 - June - MCLab



جنوب لبنان - تحقيق ادوار العشي


كوزو أوكاموتو المناضل الياباني، الذي قاتل لأجل القضية الفلسطينية، وجذب أنظار العالم، في أشهرعملية نفذها وإثنين من رفاقه في "الجيش الأحمر الياباني"، ضد إسرائيل، في مطار اللد العام 1972، أسفرت عن مقتل 26 شخصاً، من بينهم 17 أميركيّاً، وجرح أكثر من 71 آخرين.

فبعد 53 عاماً على الهجوم، لا يزال كوزو أوكاموتو، مطلوباً لوزارة العدل الأميركية بتهمة الإرهاب. ووضعت الولايات المتحدة، مكافأة مالية قدرها 5 ملايين دولار، على الحساب الرسمي لـ"برنامج مكافآت العدالة التابع لوزارة الخارجية الأميركية"، لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجوده، مرفقة بمنشور: "نحن لم ننسَ، لذا ساعدونا في تحقيق العدالة للضحايا وعائلاتهم".

كما أنه لايزال مطلوباً من سلطات بلاده اليابان، حيث تقدمت الحكومة اليابانية عام 2020، بطلب رسمي من السلطات اللبنانية، بتسليمه إليها.


كوزو أوكاموتو، المناضل الياباني العتيق بجسده الهزيل، الذي أطلق عليه لقب "أحمد الياباني"، أضحى اليوم، اللاجئ السياسي الوحيد، في بلد لا يعترف بهذا الحق؛ على الرغم من ذلك، منحته السلطات اللبنانية، حق اللجوء السياسي، لأنه وفقاً للحكومة اللبنانية، فإنه قد شارك في عمليات المقاومة، وتعرض للتعذيب في السجون الإسرائيلية، وذلك استناداً إلى قرار المحكمة الذي أصدره القاضي سهيل عبد الصمد، بتاريخ 31 أيار 1997، إذ تمّ اعتقاله في 15 شباط 1997، مع أربعة أعضاء آخرين في الجيش الأحمر الياباني، في أثناء إقامتهم في منزل الناشطة اللبنانية أمية عبود، بتهمة الدخول إلى البلاد خلسة وتزوير مستندات، واستخدامهم جوازات سفر مزوّرة، وانتهاء تأشيرة دخولهم، وحكم عليهم بالسجن 3 سنوات، رغم أن أوكاموتو، دأب خلال السنوات العشر التي سبقت ذلك التاريخ، على تجديد إقامته دورياً بشكل قانوني، وأصدر القاضي سهيل عبد الصمد يوم 31 يوليو/تموز 1997، حكما بالسجن 3 سنوات بحق أوكاموتو ورفاقه.

أطلق سراح المجموعة العام 2000 بعد انتهاء فترة محكوميتهم، وجددت الحكومة اليابانية مطالبة السلطات اللبنانية بتسليمهم، فقامت تظاهرت للحيلولة دون تسليمهم إلى بلادهم، باعتبارهم من أنصار القضية الفلسطينية، ولأنهم وقفوا ضد إسرائيل، التي تحتل أراضٍ لبنانية.

وتحت ضغط تحركات الشارع اللبناني، والأحزاب والقوى الوطنية، والفصائل الفلسطينية، والحقوقيين العرب، تمّ إطلاق سراح كوزو أوكاموتو العام2000، منحته الحكومة اللبنانية، حق اللجوء السياسي، في بلدٍ لا يعترف بهذا الحق، واشتُرط عليه، ألا يمارس أي نشاط سياسي، وألا يظهر على وسائل الإعلام، وظل مكان إقامته غير معروف، وقيل في منطقة البقاع اللبناني. ويعيش أوكاموتو البالغ من العمر 78 عاماً، مع زوجته مي شيغينوبو، إبنة مؤسسة الجيش الأحمر الياباني، الثائرة فوساكو شيغينوبو، وولديهما. ولا يزال أوكاموتو مطلوبا لحكومة اليابان، إذ تقدمت عام 2020 بطلب رسمي من السلطات اللبنانية لتسليمه، على الرغم من بلوغه سن 78.


 

وتمّ ترحيل الأعضاء الأربعة الآخرين في الجيش الأحمر، في شهر مارس/آذار 2000 إلى الأردن، ومن هناك إلى اليابان عبر الطائرة بصحبة دبلوماسيين يابانيين، وفور وصولهم مطار ناريتا في طوكيو، ألقي القبض عليهم، وجرت محاكمتهم، ا ثم أطلق سراحهم بعد 20 عاماً، حسب مصادر الجبهة الشعبية، وسمى الإعلام اللبناني، الإتفاق اللبناني - الياباني بـ "صفقة العار".

*النشأة والتوجه*

توّلد أوكاموتو، في السابع من كانون الأول العام 1947، في مدينة كوماموتو جنوب اليابان، من أسرة متوسطة الحال، هو أصغر أخوته وأخواته الستة. درس علم النبات، وأتقن، إلى جانب لغته الأم الصينية، الإنكليزية، العربية، والعبرية، والروسية، وتميّز بين أترابه، بذكائه الفطري، وتمكنه من تعلم هذه اللغات في زمن يسير.

إنضم في مطلع شبابه العام 1966 إلى الجيش الأحمر الياباني وشارك في عملياته، وتواصل عبر قائدته فوساكو شيغينوبو مع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بقيادة الدكتور جورج حبش، من خلال الدكتور وديع حداد، الذي إغتالته إسرائيل قي 28 آذار 1978 في برلين الشرقية، (بدس السم له في الشوكولاتة، عن طريق عميل عراقي كان يشغل منصباً رفيع المستوى)، والصحافي الأديب الملتزم بالنضال الفلسطيني غسان كنفاني، الذي اغتالته إسرائيل وله من العمر 36 عاماُ، صبيحة 8 تموز العام 1972، (بتفجير عبوة في سيارته من نوع أوستن 1100 في الحازمية قرب بيروت، وقضى برفقة إبنة أخته لميس نجم 17 عاماً).

اضطرت قيادته وبعض أعضاء الجيش الأحمر لمغادرة اليابان، والإنتقال للإقامة في لبنان في شباط 1971، الذي كان يُعتبر منبر الثورات وحركات التحرر في العالم في تلك الحقبة، ومعظمها أقامت في مخيمات الثورة الفلسطينية في بيروت، من منظمة بادر ماينهوف الألمانية، إلى الـ Action Directe ) العمل المباشر (الفرنسية، جبهة التحرير الوطني FRENTE (Frente de Liberación Nacional) والـ M113 في أميركا اللاتينية، منظمة "الذئاب الغبراء" التركية، ثورة البوليساريو، وأخيراً ليس آخراً، الثائر الأممي، "الثعلب" الفنزويلي إلييتش راميريز سانشيز، أحد أكثر الإرهابيين السياسيين شهرة في عصره، والمعروف عالمياً باسم "كارلوس الإرهابي"، الذي يقبع منذ العام 1997 في السجون الفرنسية، حيث يقضي حكماً بالسجن المؤبد، وذلك بعد ثلاث سنوات من اعتقاله في السودان، بعد إدانته بقتل ثلاثة رجال، بينهم شرطيان عام 1975 في باريس.

*عملية مطار اللدّ*

يوم 30 مايو/ أيار 1972 غادر 3 يابانيين، ياسويوكي ياسودا، أوكوديرا تسويوشي، وكوزو أوكاموتو، مدينة روما الإيطالية، على متن الطيران الفرنسي، متجهين إلى مطار اللد (بن غوريون) في تل أبيب، وفي نيتهم تنفيذ عملية باسم "الجيش الأحمر الياباني"، بالتعاون مع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، بهدف الإنتقام لتدمير إسرائيل أسطول طائرات الشرق الأوسط، (13 طائرة) في مطار بيروت العام 1968، أيضاً، إغتيال عالم الأسلحة البيولوجية البروفيسور الإسرائيلي هارون كاتسير.

بعد هبوط الطائرة، توجّه الثلاثة إلى منطقة استلام الأمتعة، وأخرجوا أسلحة رشاشة وقنابل يدوية من شنطهم، وأخذوا يطلقون النار في كل صوب على المسافرين، فقتل 26 شخصاً، من بينهم 17 أميركيّاً، وجرح أكثر من 71، معظمهم من المسيحيين، من حملة الجنسية الأميركية من جزيرة بورتوريكو، كانوا في رحلة حج إلى الأماكن المقدسة.

وخلال العملية، قتل ياسودا، وانتحر تسويوشي بقنبلة يدوية كان يحملها، فيما حاول أوكاموتو الفرار، رغم إصابته بجروح، بعد أن فرغ رشاشه من الرصاص، فألقي القبض عليه، وجراء ما خلفته هذه العملية، بدأت شركات الطيران في العالم، لاسيما طائرات العال الإسرائيلية، تشديد إجراءات الأمن على متن الطائرات، وتفتيش حقائب الركاب.

عقب عملية مطار اللدّ، التي لفتت أنظار العالم، وألهمت المقاومة الفلسطينية فكرة العمليات الإستشهادية ضد إسرائيل، خرج الأديب الفلسطيني غسان كنفاني، بوصفه الناطق الرسمي باسم الجبهة الشعبية، ليعلن تبني الجبهة العملية، بالتعاون مع الجيش الأحمر الياباني، فاتجهت أنظار الإسرائيليين للإنتقام من أركان الجبهة الشعبية، التي تعاونت مع الثوار اليابانيين لتنفيذها، وكان غسان كنفاني، من أبرز الشخصيات التي طالب الموساد بتصفيتها، بعدما ضايقت كتاباته ونشاطاته، العديد من المسؤولين الإسرئيليين.

*التعذيب و"صفقة الجليل"*
إعتُقل أوكاموتو، وخضع للمحاكمة، وفقاً لقانون أنظمة الطوارئ، التي أصدرتها سلطات الإنتداب البريطاني العام 1945؛ عُذب في انتظار محاكمته، وتمنى أن ينال حكم الإعدام، وفي قاعة المحكمة، صرح أوكاموتو قائلا: "بصفتي جنديا في الجيش الأحمر الياباني، أحارب من أجل الثورة العالمية، وإذا متُ فسأتحول إلى نجم مضيىئٍ في السماء".

 


 

بتاريح 23 تموز 1973، حكمت عليه المحكمة في إسرائيل، بـ3 مؤبدات، قضى 13 عاماً في السجون الإسرائيلية، معظمها في العزل الانفرادي، أنهكت قواه العقلية والجسدية، وروى بعد خروجه من السجن، أن الإسرائيليين كانوا يجبرونه على تناول الطعام بفمه مثل الكلاب، ويداه مكبلتان خلف ظهره، حتى قيل يومها، أنه خرج يعوي مثل الكلاب ولا يفقه الكلام، من شدة أساليب التعذيب التي مورست بحقه، بوضعه في الإنفرادي طيلة هذه المدة مع الكلاب.

ورغم محاولات يائسة للجيش الأحمر والجبهة الشعبية بالضغط على الإسرائيليين لتحريره، باختطاف طائرة يابانية في هولندا في يوليو/تموز 1973، واقتيادها إلى ليبيا، حيث طالب الخاطفون بالإفراج عن أوكاموتو، مقابل الإفراج عن الرهائن الذين كانوا على متن الطائرة، لكن هذا الطلب جوبه برفض الإسرائيليين، فأطلق الخاطفون سراح الطاقم والركاب، وفجروا الطائرة.

وفي 20 أيار من العام 1985، أطلق سراحه في صفقة تبادل للأسرى، بين الجبهة الشعبية - القيادة العامة وإسرائيل، أطلق عليها "عملية الجليل"، شملته مع العديد من الأسرى الفلسطينيين والعرب. توجه أوكاموتو إلى ليبيا واستقبل كبطل قومي، ومن ليبيا ذهب لسوريا، من ثمّ دخل إلى لبنان وكان يحمل جواز سفر مزوراً، باسم "ديسوكي نامبا"، أطلقه عليه الجيش الأحمر الياباني، تيمّناً باسم الرجل الذي حاول اغتيال ولي العهد في حينه، وإمبراطور اليابان لاحقاً هيروهيتو في العام 1923، فيما أطلقت عليه "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" إسم "أحمد الياباني".

وأقام المقاوم الياباني أوكاموتو في البقاع اللبناني، كلاجئ سياسي، وتزوج خلال إقامته من مي شيغينوبو، إبنة فوساكو شيغينوبو، مؤسسة الجيش الأحمر الياباني. وتقول زوجته مي شيغينوبو، التي كانت أيضاً معتلقة في سجن ياباني، وأطلق سراحها بعد 20 عاماً: "لن يُشكّل (أوكاموتو) تهديداً على إسرائيل أو اليابان، لكنّ اليابان لا تزال تطالب كل عام باستعادته، لذلك هناك تركيز عليه رغم حالته الصحية والنفسية". وتضيف مي، التي نشأت في لبنان: "لا يمكنني أن أستبعد إحتمال، أن حياته لا تزال مهدّدة".

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment