بيروت - بيروت تايمز - حاورته منى منصور
الدكتور لويس حبيقة هو خبير اقتصادي لبناني ومالي بارز. شغل عدة مناصب أكاديمية وإدارية، منها عميد كلية العلوم الاقتصادية في "جامعة القديس يُوسُف"، والرئيس التنفيذي لـ "شركة سوديتيل للاتصالات"، بالإضافة إلى كونه الأمين العام لـ"غرفة التجارة الدولية في لبنان". كما عمل كخبير اقتصادي في "البنك الدولي" في الولايات المتحدة الأمريكية.
الدكتور حبيقة حاصل على درجة الدكتوراه في الاقتصاد من "جامعة بنسلفانيا" في الولايات المتحدة، وله خبرة تدريسية في جامعات أمريكية مرموقة مثل "جامعة بنسلفانيا"، و"جامعة دركسل"، و"جامعة جورج ميسن"، و"كلية بوردو للأعمال". كما كان أستاذاً في "الجامعة الأمريكية في بيروت".
إلى جانب ذلك، لديه العديد من المقالات الاقتصادية المنشورة في صحف عالمية وعربية، ويُعتبر من الشخصيات المؤثرة في مجال الاقتصاد في لبنان والمنطقة.
والى الحوار الشيق معه ....
■ معلومات شخصية تريد مشاركتها مع قراء بيروت تايمز
من الضروري أن يستمر التواصل بين اللبنانيين والعرب المنتشرين والدول العربية. عشت حوالي العشر سنوات في الولايات المتحدة أي خمس سنوات للدراسة والتدريس في جامعة بنسيلفانيا في فيلادلفيا ولاحقا خمس سنوات كخبير اقتصادي مالي في البنك الدُّوَليّ في واشنطن. متزوج ولي ابنتين درستا الهندسة في الجامعة الأميركية في بيروت. تعمل زوجتي جومانا مستشارة لرئيس أحد أهم المصارف كما تعمل ابنتي هند في شركة ميتَا وابنتي يمنى في شركة أبل. تزوجتا ولهن كل واحدة ابنًا. أنا جد اليوم لكني غير مرتاح للتغييرات التي أراها في الولايات المتحدة لأنها ستستمر لفترات طويلة وليست قصيرة الأجل. أميركا تتغير.
■ كيف كانت طفولتك وشبابك في لبنان؟
ولدت في مدينة زحلة وأنهيت فيها الدراسة التكميلية ثم ذهبت الى مدرسة القديس يوسف عينطورة للدراسة الثانوية. أكملت في جامعة القديس يوسف وتركت الى فرنسا بسبب الحرب حيث أنهيت الماستر في الاقتصاد في جامعة باريس الثانية وسافرت الى الولايات المتحدة للدكتوراه كما ذكرت أعلاه.
■ أين تلقيت تعليمك واختصاصك الأكاديمي؟ وما هي التحديات التي واجهتها خلال دراستك؟
تلقيت الدكتوراه في الاقتصاد من جامعة بنسيلفانيا والتحدي الأكبر كان التأقلم مع المستوى المرتفع للتعليم والمنافسة الكبيرة بين الطلاب. فترة الخمس سنوات التي أمضيتها في فيلادلفيا ربما هي أهم خمس سنوات في حياتي ليس فقط تعليميا وانما حياتيا أيضا. أعود الى المدينة للزيارة كلما استطعت.
■ مسيرتك العملية؟
عدت الى لبنان بعد الدكتوراه لتسلم وظيفة عميد كلية العلوم الاقتصادية في جامعة القديس يوسف واستمرت المهمة لتسع سنوات 1980-1989. تركت لبنان بسبب الحرب المدمرة الانتحارية داخل ما كان يعرف بالمنطقة الشرقية. حصلت على وظيفة خبير في البنك الدولي واستمرت لخمس سنوات ثم عدت الى المنطقة لأعمل في دولة قطر كمستشار لدول مجلس التعاون الخليجي وثم في بيروت رئيسًا لشركة تنمية الاتصالات لتسع سنوات. عينت في نفس الفترة أمينا عاما لغرفة التجارة الدولية فرع لبنان وقمت بالعمل على أكمل وجه. خلالها درست في الجامعة الأميركية في بيروت خاصة في برنامج الماجيستر في ادارة الأعمال. بعدها حصلت على وظيفة أستاذ في جامعة سيدة اللويزة واستمر ذلك لمدة 16 سنة. حاليًا أستمر في الكتابة وأشرف على بعض الاستثمارات الشخصية والعائلية.
■ كيف تقيم الوضع الاقتصادي الحالي في لبنان، وما هي أبرز التحديات التي تواجه الاقتصاد اللبناني؟
الوضع سيء وخطير. أملنا كبير بالعهد والحكومة الجديدين لكن النتائج لم تظهر بعد. هنالك عزم على تحقيق الانجازات لكن المطلوب القيام بجهود أكبر من نواحي القرارات والتعيينات وضبط الفساد والبدء بمعاقبة الفاسدين. التحديات تكبر على حدودنا والمطلوب التحضير أكثر لمواجهة المخاطر التي يمكن أن تسيء الينا بسرعة وعمق. الناتج المحلي الاجمالي انحدر من 60 مليار دولار في 2019 الى 20 مليار دولار اليوم مما يدل على عمق المشكلة التي نمر بها. المهم أن يعود القطاع الخاص الى الاستثمار في القطاعات التقليدية كما في القطاعات التكنولوجية لأنها هي المستقبل.
■ ما هي الإصلاحات الاقتصادية الأكثر إلحاحًا التي يجب تنفيذها للخروج من الأزمة الاقتصادية؟
الاصلاحات المطلوبة هي اقتصادية مالية وثم ادارية. لن نحصل على مساعدات اذا لم نبدأ بتنفيذ الاصلاحات المتفق عليه مع صندوق النقد الدولي. كيفما نظرت، هنالك اصلاحات كبيرة عديدة عميقة مطلوبة والمشكلة اننا لم نبدأ بعد بالتنفيذ لكنني آمل أن نسرع ولا نتسرع ولي ملئ الثقة بالمسؤولين الحاليين. للقطاع الخاص دور كبير في مساعدة القطاع العام ليس فقط عبر الخصخصة وانما أيضا في ضرب الفساد الذي سيعيق كل عمليات النهوض والاصلاح.
■ ما رأيك في موازنة العام 2025 التي تم إقرارها، وهل تعتقد أنها تعكس الواقع الاقتصادي الحالي؟
كنت أفضل أن تعدل هذه الموازنة لأن الحرب التي ضربتنا السنة الماضية غيرت الأرقام. لكنني آمل أن تبدأ دراسة 2026 جديا ونقرها في الوقت الدستوري المناسب ونبني على قطع الحساب المهم جدا الذي طال انتظاره.
■ كلمة اخيرة لقراء بيروت تايمز
أرجو الاستمرار في دعم جهود بيروت تايمز لأنها نجحت في ربط الانتشار بدول المنشأ. نجاح بيروت تايمز هو نجاح لنا جميعًا.
Comments