باريس: اول عاصمة غربية يزورها عون منذ انتخابه رئيسًا للجمهورية
بيروت - بيروت تايمز - كتبت الإعلامية منى حسن
يستعد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لزيارة العاصمة الفرنسية باريس، في 28 آذار الحالي بحيث تكون باريس اول عاصمة غربية يزورها منذ انتخابه رئيسًا للجمهورية مشددًا على ضرورة العمل لبناء دولة يعود من خلالها لبنان أفضل مما كان.
دعم فرنسي
جددت باريس التزامها بدعم لبنان في نهوضه وحماية سيادته على ما اكد الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون الذي اعلن انه سيستقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون في الثامن والعشرين من آذار في قصر الاليزية باريس. ما يشكل تمهيدا لعقد مؤتمر دعم للبنان تعمل فرنسا على تنظيمه.
مصادر دبلوماسية اكدت لـ "بيروت تايمز" أن المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان سيزور لبنان خلال الأيام المقبلة وقبل سفر الرئيس جوزاف عون الى باريس.
من ناحية اخرى اكدت مصادر وزارية لـ "بيروت تايمز "ان زيارة عون المرتقبة الى فرنسا ستكون مشابهة لزيارته السعودية من حيث حفاوة اللقاءات والاستقبالات..
وتولي باريس اهمية كبرى لزيارة العمل التي يقوم بها الرئيس اللبناني جوزف عون الى فرنسا للقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي بذل جهوداً كبرى بالتنسيق مع المملكة السُّعُودية والولايات المتحدة للتوصل الى انتخابه.
الدور الفرنسي
لعبت فرنسا دوراً أساسياً عبر مبعوثها الرئاسي الوزير جان- إيف لودريان الذي نجح بالتنسيق مع الدول الخمس، الى انتخاب رئيس. وتحرص الرئاسة الفرنسية على تناول موضوع السيادة التي تنوي مناقشته مع الرئيس اللبناني ووضعه في صورة المحادثات التي تجريها الرئاسة الفرنسية بعيدا عن الاضواء مع الجانب الاميركي والاسرائيلي من اجل الوصول على انسحاب كامل من الاراضي اللبنانية.
ويذكر أن الجنرال الفرنسي غيوم بونشان الفرنسي الذي يعمل في لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار كان في باريس في زيارة سريعة بعد زيارة الى اسرائيل من ضمن الجهود الفرنسية لاستكمال الانسحاب الاسرائيلي الكامل من الاراضي اللبنانية
الرئيس الفرنسي يغرد
غرد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على منصة «إكس» ليعلن أنه سيستقبل الرئيس اللبناني جوزيف عون، يوم 28 مارس (آذار) الجاري، بحيث تكون باريس أول عاصمة غربية يزورها منذ انتخابه يوم 9 يناير (كانون الثاني) الماضي.
وسبق للرئيس اللبناني أن قام بزيارتين خارجيتين: الأولى إلى المملكة السعودية، والثانية إلى مصر للمشاركة في القمة العربية الأخيرة المخصصة لغزة، وجاء الإعلان عن الزيارة في إطار حديث ماكرون عن اتصال أجراه برئيس الوزراء اللبناني نواف سلام من أجل تهنئته على «العمل الذي يقوم به والحكومة لضمان وحدة لبنان وأمنه واستقراره».
واستفاد ماكرون من المناسبة ليوجه رسالة إلى السلطات اللبنانية، عبر رئيس الحكومة نواف سلام، مفادها الربط بين عملية إعادة الإعمار والحاجة إلى الإصلاحات التي يطالب بها المجتمع العربي والدولي ومؤسساته المالية منذ سنوات، والتي لم ترَ النور حتى اليوم.
وكتب ماكرون: «ناقشنا آفاق إعادة الإعمار والإصلاحات التي تتطلبها. هذا العمل ضروري للبنان وللمنطقة بأسرها». وختم ماكرون رسالته بالتأكيد أن «التزام فرنسا تجاه لبنان لا يزال كاملاً، من أجل تعافيه ومن أجل سيادته».
ما جاء في كلام ماكرون ليس جديداً لجهة تمسُّك باريس بأمن لبنان وسيادته. لكن اللافت أن تغريدة الرئيس الفرنسي لم تأتِ على موضوع الدعوة لمؤتمر دولي لمساندة لبنان، التي سبق للرئيس ماكرون أن تحدث عنها أكثر من مرة، وخصوصاً لدى الزيارة التي قام بها إلى لبنان في 17 يناير (كانون الثاني) أي بعد 7 أيام فقط من انتخاب العماد عون لرئاسة الجمهورية. وكانت تلك الزيارة الثالثة من نوعها بعد الزيارتين اللتين قام بهما إلى لبنان عقب تفجيري المرفأ صيف عام 2020. وعجلت باريس في شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي في عقد مؤتمر دولي لدعم لبنان أسفر عن وعود بمساعدات مختلفة تزيد على المليار دولار. كل الوعود لم تنفذ والمساعدات التي وصلت إلى لبنان كانت «محدودة».
دور باريس بالحدود الجنوبية
اكدت مصادر دبلوماسية لـ "بيروت تايمز" ان محادثات الرئيسين ماكرون وعون، ستكون على رأسها استكمال الانسحاب الإسرائيلي من النقاط الحدودية الخمس التي ما زال الجيش الإسرائيلي يحتلها، والتي لا يبدو أنه مستعد للتخلي عنها، أما فرنسا التي حرصت على أن تكون، مع الولايات المتحدة، جزءاً من الهيئة التي تشرف على تطبيق الاتفاق المبرم في 26 نوفمبر (تشرين الثاني) لوقف إطلاق النار بين إسرائيل و «حزب الله» وتطبيق القرار 1701، فدأبت على تجديد المطالبة بانسحاب إسرائيل من المواقع الخمسة والتشديد على التطبيق الكامل للاتفاق الذي ينص على انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية. ووفق لمصدر دبلوماسي أن «كلمة السر موجودة في واشنطن وليس في باريس»، وبالتالي فإن الأنظار ستتجه إلى ما سيجري في إطار محادثات اللجان الثلاث، في حال تشكيلها وانطلاقها، التي أعلنت واشنطن عنها لتسوية ثلاث ملفات: الأسرى، والانسحاب الإسرائيلي من المواقع الخمسة، وتسوية النزاعات البرية التي تتناول 13 نقطة حدودية بين الطرفين.
لبنان وملء الشواغر
ينهمك لبنان الرسمي في ورشة استكمال ملء الشواغر في مراكزه الاساسية وفي ادارته، وذلك ليقدّم أفضل صورة عنه للعالم والعواصم الكبرى، ويطمئنهما الى ان صفحة الفساد والمحسوبيات طويت الى غير رجعة وأنه جاد في الاصلاح والبناء والتغيير.
Comments