bah أزمات رئيسية مؤثرة - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

أزمات رئيسية مؤثرة

01/21/2025 - 18:00 PM

Prestige Jewelry

 

 

 

بقلم الدكتور لويس حبيقة

 

هنالك أزمات كبيرة تؤثر على كل الدول وبالتالي على الاقتصاد العالمي. هذه الأزمات هي الأسواق المالية التي عصفت بالاستقرار العالمي مرارا، آهمها في 2008 وثم لاحقا بالمصارف تحديدا، بدأ من كاليفورنيا الى كل مصارف العالم. حاولت الجهات التشريعية والرقابية منذ 2008 معالجة نتائج الأزمة ووضعت تشريعات لضمان عدم تكرار أزمات من هذا النوع. لكن الأزمات استمرت بل عادت بسبب ضعف تطبيق بعض التشريعات خاصة المرتبطة بالسلامة كما بسبب التهور المصرفي المتكرر الذي يضيف حدة الى عمق المشاكل المتراكمة. هنالك مشكلة قادمة وهي أسواق العملات الرقمية والمشفرة والتي يظهر أنها ستزدهر مع حكم ترامب الثاني. ستكون أيضا عرضة للتقلبات الكبيرة المؤثرة على أسعارها. هذه الأسواق ستصبح بالتالي أكبر وأخطر في نفس الوقت.

الأزمة الثانية الكبرى هي وباء الكورونا الذي ضرب العالم صحيا واقتصاديا بدأ من 2009 ولم نتعاف بعد من تأثيرته المستمرة والمتقلبة خاصة على قطاعي الأعمال والتعليم. تعلم العالم الكثير من الأزمة الصحية الكبيرة ولا بد من أن يتحسن اداء المواجهة اذا ما حصلت أزمات خطيرة من هذا النوع. هنالك جانب اجتماعي ظهر خلال الوباء وهو التضامن الشعبي والرسمي للمواجهة مما يدل على امكانية اعطاء أفضل النتائج عندما تتركز الارادة العامة على المعالجة. لا بد من التنويه هنا بالأجهزة التمريضية والصحية التي كانت مثال العطاء بالرغم من الحوافز المالية القليلة المقدمة لها.

أما الأزمة الثالثة فهي مشكلة المناخ التي تزداد تعقيدا وتكلفة على كل البشر عبر الطقس ومساوئه الخطيرة من زلازل وفياضانات وهزات أرضية وحرائق تضرب أوضاع الدول خاصة الفقيرة. تحاول المؤتمرات المتخصصة اهمها سابقا في دبي دفع الحكومات والمنظمات الى تطبيق القرارات الجيدة التي تم التوافق عليها والتي تخفف التلوث أقله الانبعاث الجديد. تأثيرات التردي المناخي كبيرة جدا على صحة الانسان وعمره المرتقب كما على السلامة الاجتماعية في كل المناطق. لا بد من نشر التوعية العامة من ناحية حسن التصرف والتكلفة كما عن الاستثمارات المطلوبة لبناء مستقبل نظيف يعتمد على طاقة كافية جيدة وممارسات صحية من قبل المواطن والمسؤولين. ما يؤلم أن بعض هذه الأضرار مفتعل وبالتالي يجب إنزال أقصى العقوبات بالمخالفين والمجرمين منعا للتكرار.

ما شهدناه من فياضانات في أوروبا وخاصة مؤخرا في اسبانيا كما ما رأيناه من حرائق في كاليفورنيا مؤلم للمشاهد وحتما كارثي للمتضرر مهما بلغت التعويضات. أزمات من هذا النوع لا بد وأن تحصل وثم تتكرر، لكن الأهم هو أن نتعلم من الماضي لخلق فرص نهوض كبيرة مستقبلية وللحافظ على القيم الجيدة الجديدة والموروثة. فالأسواق لا قيم عندها، بل الشعوب تحترم قيمها للمصلحة العامة. دورة الأزمة وثم المعالجة يجب أن تكتمل بخلق فرص كبيرة تسمح ليس فقط بتغطية الخسائر بل خاصة بتقوية المناعة. يحتاج العالم الى تغييرات كبيرة في الأنظمة والقوانين والقواعد لبناء اقتصاد عالمي جديد يحمي الجميع.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment