bah لبنان في مواجهة حرب تكنولوجية غير مسبوقة: سقوط معادلات الردع وتصعيد خطير على الجبهة الشمالية لاسرائيل - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

لبنان في مواجهة حرب تكنولوجية غير مسبوقة: سقوط معادلات الردع وتصعيد خطير على الجبهة الشمالية لاسرائيل

09/18/2024 - 17:19 PM

Prestige Jewelry

 

 

 

 

كريم حداد *

 

في تصعيد خطير وغير تقليدي، تعرضت الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى في لبنان إلى هجوم إسرائيلي استخباراتي دقيق، تمثل في تفجير أجهزة اتصال لاسلكية معدلة، مما أدى إلى استشهاد 12 شخصًا، بينهم طفلان وعدد من العاملين في القطاع الصحي، بالإضافة إلى إصابة ما بين 2570 و 2800 شخص. هذه الهجمات تكشف عن مرحلة جديدة في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، حيث تعتمد إسرائيل على التكنولوجيا والاستخبارات لضرب أهدافها بدقة، متجاوزة بذلك المواجهات التقليدية.

تفيد التقارير بأن أجهزة الاتصال اللاسلكية تم تعديلها خلال مرحلة الإنتاج بواسطة الموساد، وقد أخفيت فيها مواد متفجرة تم تفجيرها بواسطة رسالة مشفرة أرسلت عن بُعد، مما أسفر عن انفجار نحو 3000 جهاز اتصال دفعة واحدة. هذه التفجيرات لم تستهدف مقاتلين على الجبهات، بل مدنيين كانوا يعيشون حياتهم اليومية بين أسرهم، ما يجعل هذا الهجوم جريمة حرب حسب وصف العديد من المراقبين.

وزير الصحة اللبناني فراس الابيض أعلن عن الحصيلة المروعة، مشيرًا إلى أن الإصابات تركزت في الضاحية الجنوبية، الجنوب، والبقاع، فيما تجاوزت المستشفيات قدرتها الاستيعابية، وتم نقل العديد من الجرحى إلى مناطق أخرى لاستكمال العلاج. يأتي هذا الهجوم في وقت حرج يتزايد فيه الضغط على حزب الله، وَسَط تصاعد التوترات مع إسرائيل بسبب الحرب الجارية في غزة.

فيما يتعلق بالجانب السياسي والعسكري، بدأت الأصوات ترتفع بشأن سقوط معادلة "توازن الرعب" التي طالما اعتبرها حزب الله ركيزة أساسية لحماية لبنان. ورغم ادعاء الحزب بأن سلاحه يشكل ضمانة لأمن البلاد، فإن الاعتداءات الأخيرة تُظهر بوضوح أن الضمانة الحقيقية لأمن لبنان تكمن في تعزيز مؤسسات الدولة، وبناء جيش قوي يحتكر السلاح ويدافع عن سيادة الوطن. سقوط القرار 1701 وعدم الالتزام به أظهر أن لبنان أصبح مكشوفًا أمام اعتداءات تعتمد على التكنولوجيا المتقدمة أكثر من المواجهات المباشرة.

في هذا السياق، يترقب الجميع كلمة الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، الذي سيتحدث يوم الخميس الساعة 17:00 بتوقيت بيروت ، حيث من المتوقع أن يعرض رؤيته حول آخر التطورات الأمنية والسياسية التي يمر بها لبنان. من المنتظر أن تتناول كلمته استراتيجيات حزب الله في مواجهة التحديات الجديدة بعد هذا الهجوم، وكيفية التعامل مع التصعيد الإسرائيلي المتزايد. 

يبدو أن المرحلة القادمة ستفرض تحديات كبيرة على حزب الله، الذي أخطأ التقدير كما فعلت حماس في غزة. فقد دخل الصراع مرحلة جديدة تعتمد على التكنولوجيا والاستخبارات، وليس على المعارك التقليدية. على لبنان اليوم أن يستعد لمواجهة واقع جديد، حيث لن تكون الدولة قادرة على حماية شعبها إلا من خلال تطبيق القرارات الدولية وتعزيز المؤسسات الوطنية القادرة على التصدي لأي تهديدات مستقبلية.

لبنان يعيش الآن لحظات حرجة بين الاستعداد للمواجهة وضرورة تجنب الانزلاق في حرب شاملة، بانتظار ما سيعلنه السيد نصر الله في كلمته القادمة التي قد تحدد معالم المرحلة المقبلة.

 

 

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment