تل ابيب - بث الجيش الإسرائيلي، اليوم الأحد، مقاطع فيديو توثق قصف أهداف في ميناء الحديدة باليمن، ضمن عملية أطلق عليها اسم "اليد الطويلة"، للرد على إطلاق مسيّرة يمنية تجاه مدينة تل أبيب وسط إسرائيل.
وأظهرت مقاطع الفيديو استهداف رافعات في ميناء الحديدة، وقالت وسائل إعلام إسرائيلية في وقت سابق، إن الهدف من ضربها عرقلة إمكانية شحن أسلحة عبر رصيف ميناء الحديدة من إيران.
وتضمنت مقاطع الفيديو، عملية التزود بالوقود في الجو خلال رحلة الطائرات التي نفذت عملية القصف، التي قطعت نحو 3700 كيلومتر، وهي الضربة الأبعد مسافة عن إسرائيل منذ قيامها.
كما أظهرت مقاطع فيديو لعمليات إقلاع وهبوط طائرات حربية إسرائيلية من قاعدة نفتاليم الجوية التي انطلقت منها الطائرات لضرب ميناء الحديدة.
وفي وقت سابق من اليوم الأحد، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي، إنه تمت الموافقة على ضرب موقعين في ميناء الحديدة وبالقرب منه، الأول يتعلق بالبنية التحتية للطاقة، حيث تم الهجوم على نحو 20 منشأة لتخزين الوقود، معظمها داخل مجمع الميناء وبعض المستودعات التي وضعها الحوثيون بالقرب من الميناء.
أما الهدف الثاني هو مقدرات تفريغ البضائع في الميناء، وتعمدت إسرائيل مهاجمة الرافعات التي تتمثل مهمتها في تفريغ البضائع من السفن إلى الرصيف، ولن يتمكن الإيرانيون من إيصال الذخيرة للحوثيين عن طريق البحر في المستقبل القريب، حَسَبَ الإذاعة.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية في وقت سابق، إن "العشرات من أنواع الطائرات المختلفة شاركت في الهجوم المشترك، بما في ذلك طائرة 35F، وطائرة بوينج 707 التي كانت مسؤولة عن التزود بالوقود الجوي".
وأشارت إلى أنه "أُجْرِيَت مناورات على التزود بالوقود في سيناريوهات مماثلة لما حدث خلال ضرب الحديدة، في سماء اليونان قبل شهر ونصف".
وبينت الصحيفة أنه "أُجْرِي التدريب على الرغم من القتال في غزة ولبنان من أجل الحفاظ على هذه القدرة على الضربات الطويلة في حالة اضطرار الجيش الإسرائيلي إلى العمل في ما يسمى دول الدائرة الثالثة".
وقالت "مع إسقاط أولى قنابلها على ميناء الحديدة، مرت الطائرات الإسرائيلية فوق الأراضي اليمنية أيضًا على ارتفاع منخفض وبشكل واضح، وليس عن بعد فقط".
ونقلت الصحيفة عن مسؤول قوله "أكدنا لشركائنا الأمريكيين في المنطقة أن الجيش الإسرائيلي وحده هو الذي سينفذ العملية، على الرغم من التنسيق المبكر".
وقال الخبير في الشأن الإسرائيلي، أنطوان شلحت، إن "نتنياهو نجح في تحقيق عدد من المكاسب السياسية والعسكرية من الهجوم الذي نفذ في ميناء الحديدة"، مؤكدًا أن الضربة العسكرية وجهت عن قصد لليمن قبل زيارة نتنياهو للولايات المتحدة.
وأوضح شلحت، لـ"إرم نيوز"، أن "أول تلك المكاسب يتمثل في تهرب نتنياهو المرتقب من الضغوط التي من المتوقع أن يمارسها الرئيس الأمريكي جو بايدن ضده خلال زيارته المرتقبة بشأن الحرب الإقليمية والقتال في غزة".
وأضاف: "ستمكن حادثة الطائرة المسيرة والرد الإسرائيلي عليها نتنياهو من مراوغة الولايات المتحدة، والحصول على المزيد من المزايا السياسية والعسكرية التي تمكنه من مواجهة خصومه السياسيين، ورفع أسهمه الانتخابية".
وتابع: "بتقديري نتنياهو سينجح في فرض معادلته الخاصة على الإدارة الأمريكية بشأن الحرب في غزة، مقابل صفقة تحول دون نشوب حرب إقليمية في منطقة الشرق الأوسط"، مؤكدًا أن إدارة بايدن ستقدم تنازلات غير مسبوقة لنتنياهو.
وأشار المحلل السياسي إلى أن "نتنياهو سيحصل أيضًا على موافقة أمريكية بشن ضربات استباقية ضد أي عمليات عسكرية تستهدف إسرائيل"، مؤكدًا أن نتنياهو يفضل دائمًا كسب الجَمهور الإسرائيلي عبر بوابة المخاطر الأمنية والعسكرية.
Comments