bah وينك يا زمان - بيروت تايمز جريدة يومية لبنانية وعربية تصدر في اميركا Beirut Times Daily Lebanese newspaper

وينك يا زمان

05/18/2024 - 20:48 PM

بيروت تايمز

مشاركة الكتاب

--------------------------------------------

الإبداع الزماني والمكاني لدى الزميل الصحفي الأُرْدُنّيّ هاشم الطراونة
 
" وانا أتصفح الفيسبوك، كان لي شرف الإطلاع على منشور للأخ الفاضل والزميل العزيز الصحفي الأردني هاشم الطراونة، فأبحرت في قرائته، وأمعنت كثيراً في تفاصيله، إلا أن ما توقفت عنده تلك اللغة التي اعادتنا إلى الماضي الجميل، حيث يسرد الرائع هاشم الطراونة بلغة الماضي تفاصيل كنا قد تعودنا عليها عندما كنا صغاراً، الأمر الذي دعاني لأن أشارك هذا المنشور قراء 'بيروت تايمز' الأعزاء".
 
نضال العضايلة 
 
 
 
كتب: الصحفي الأردني هاشم الطراونة 
 
في الماضي كان الاقتراب من هاتف المنزل محظوراً وممنوعا إلا على الوالدين وإذا رن الهاتف تتعالى أصواتهم بالآمر من بعيد لا أحد يرد.
 
في الماضي كان الأب عملاقا كبيرا، نظرة من عينه تخرسنا وضحكته تطلق أعيادا في البيت..وصوت خطواته القادمة
إلى الغرفة تكفي لأن نستيقظ من عميق السبات.
 
في الماضي كانت المدرسة التي تبعد كيلومترات قريبة لدرجة أننا نمشى إليها كل صباح ونعود منها كل ظهيرة، لم نحتاج إلى باصات مكيفة ولم نخش على أنفسنا ونحن نتجول في الحارات.
 
في الماضي لم تكن هناك جراثيم على عربات التسوق ولم نعرفها في أرضيات البيوت ولم نسمع عنها في إعلانات التلفزيون ولم نحتاج لسائل معقم ندهن فيه أيدينا كل ساعتين لكننا لم نمرض.
 
في الماضي كانت للأم سلطة وللمعلم سلطة وللمسطرة الخشبية الطويلة سلطة نبلع ريقنا أمامها وهي وإن كانت تؤلمنا لكنها جعلتنا نحفظ جزء عم وجدول الضرب وأصول القراءة وكتابة الخط العربي ونحن لم نتعد التاسعة من العمر بعد.
 
في الماضي كان ابن الجيران يطرقُ الباب ويقول: (أمي تسلم عليكِم و تقول عندكم بصل .. طماطم .. بيض .. خبز) إخوان في الجوار والجدار وحتى في اللقمة، وفي الماضي كانت الشوارع بعد العاشرة مساءاً تصبح فارغة.
 
في الماضي كان الستر في الوجوه الطيبة الباسمة وكانت أبواب البيوت مشرعة للجيران والترحيب يُسمعُ من أقصى مكان وكنا نتبادل أطباق الطعام.
 
والآن نتبادل الشكوك وسوء الظن، والآن عرفتم مين الطيبين اللي راحوا، نعم إنها الأنفس التي تغيرت وأعمتها الحضارة كما يقولون، حضاره ألبستنا أرقى أنواع الملابس   وعرتنا من القيم الإنسانية!!.
 
 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment