الفاتيكان - لبنان: ماذا بعد؟

07/28/2021 - 10:27 AM

بيروت تايمز

 

محمد السماك - اساس ميديا

 

هل تستعصي الأزمة في لبنان على الحلّ؟

حاولت جامعة الدول العربية وفشلت..

حاولت الأمم المتّحدة وانكفأت..

حاولت الولايات المتّحدة عبر العقوبات وتراجعت..

حاول الاتحاد الأوروبي مع فرنسا ومن دونها، بالترغيب أحياناً، وبالتهديد أحياناً أخرى، من دون جدوى..

حاول الاتحاد الروسي عن طريق الاسترضاء فلم يرضِ أحداً..

وكانت أخيراً محاولة الفاتيكان الذي دعا إلى لقاء صلاة وتأمّل. ولكنّ الممسكين بتلابيب الأزمة في لبنان لم يصلّوا.. ولم يتأمّلوا. وبقيت أبواب السماء مغلقة في وجوههم. فكانت إدانة البابا لهم.

وكانت إدانة سابقة في تاريخ العلاقات بين الفاتيكان ولبنان، بل بين الفاتيكان وأيّ دولة في العالم.

لم يسمِّ البابا فرنسيس في كلمته التي اختتم بها لقاء الكرادلة في الأوّل من تموز شخصاً أو حزباً أو مسؤولاً. أدان السلطة اللبنانية أو المتسلّطين على لبنان، فانضمّ بذلك ليس فقط إلى المراجع الدينية المسيحية (الكاثوليكية والمارونية والأرثوذكسية والإنجيلية)، ولكنّه انضمّ أيضاً إلى الرأي العام اللبناني بكلّ طوائفه ومكوّناته المتعدّدة. مع ذلك لم يحاول أحد من أهل السلطة مراجعة حساباته، أو إعادة النظر في مواقفه، أو حتى الاستماع إلى نصائح وتحذيرات الجهات الدولية والعربية التي حذّرت من خطورة الانهيار المتسارع. وهذا يعني أنّ أهل السلطة لا يزالون يعتقدون أنّهم فوق المساءلة والمحاسبة، حتى عن جريمة تفجير مرفأ بيروت.

بالنسبة إلى منظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية، فإنّ لبنان هو دولة كغيره من الدول الأعضاء. ولكن بالنسبة إلى الفاتيكان، فإنّ لبنان ليس مجرّد واحد زائد على عدد الدول االعربية، ولكنّه دولة استثنائية. وتقوم هذه الاستثنائية على الدور الذي يلقيه الفاتيكان على عاتق هذه الدولة. وهو دور ثقافي في الدرجة الأولى ويتمثّل في تقديم نموذج يُحتذى للعيش المشترك بين جماعات دينية ومذهبية متعدّدة.

من أجل ذلك، من الطبيعي أن يبذل الفاتيكان كلّ جهد ومسعى لإنقاذ لبنان الرسالة.. فهل يستطيع؟

كان قدر كبير من الإجابة على هذا السؤال يتوقّف على السلطة اللبنانية. الآن تغيّر الوضع. المجتمع الدولي يقفز من فوق هذه السلطة في تعامله مع لبنان.. وهو يحمّلها نسبة مرتفعة جداً من مسؤوليات التدهور والفشل والانهيار الذي تعانيه الدولة.. الرسالة.

تكرّس ذلك في خطاب البابا يوم الأول من تموز أثناء لقاء البطاركة. فاللغة والمنطق والوضوح التي اتّسم بها خطاب البابا فرنسيس في ختام اجتماع اليوم الواحد، تتماهى مع اللغة والمنطق والوضوح التي اتّسمت بها خطابات ومواعظ البطريرك بشارة الراعي، وكأنّهما ينهلان من معين واحد. أو كأنّهما ينظران إلى ما يجري في لبنان بعين واحدة.

 
 

 

*الكتابات والآراء والمقابلات والبيانات المنشورة في اقسام المقالات والاقتصاد والأخبار والاعلانات عامة لا تعبّر بالضرورة ابداً عن رأي ادارة التحرير في صحيفة بيروت تايمز، وإنما تعبّر عن رأي الكتاب والمعلنين فيها حصراً. وموقع صحيفة بيروت تايمز غير مسؤول عن أي نص ومضمونه.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment