سيدنا، مسؤولونا هم من طينة المخلوقات غير الآدمية

06/17/2021 - 15:53 PM

بيروت تايمز

 

 

بيروت تايمز بقلم ميشلين أبي سلوم*

 

سيدنا متروبوليت بيروت الياس عوده،

نداؤك على قيمته عندما تطلقه الى المسؤولين فهو ما ينطبق عليه قول الشاعر: 

"لقد احييت لو ناديت حياً      لكن لا حياة لمن تنادي"... 

وسيادتك كما كثيرون في البلد ناشدوا هؤلاء ومنذ سنين لكن من المستحيل ان تطلب من اي كان ان يطلق النار على قدميه. 

يا سيدنا، 

اذا طلبت من اي من هؤلاء اصلاحاً فكأنك تطلب منهم ان يقتلوا انفسهم فالإصلاح من فاسد كمن يريد نزع الدبس من الطحينة فهم الفساد واهله واصحابه وهو دينهم ومعبودهم.

اما ان تطلب منهم ان ينزلوا الى الشارع فكأنك تطلب من كل واحد منهم ان ينتحر ، لأننا نعتقد ان مجرد نزول اي منهم الى الشارع فهي دعوة لملايين اللبنانيين ليهجموا على كل واحد منهم ليسحلوه في الشارع بعد ان يطالبوه برد ما سرقه من حليب اطفالهم وادوية اهاليهم وابنائهم وما سرقوه من مال قليل او كثير هو جنى اعمار قضوها في العمل وفي بلاد افريقيا واستراليا وبلاد العرب.

هل سمعت يا سيدنا بما فعلت فتاة لبنانية بأحد هؤلاء في البترون ؟ انه مصير كل فاسد في لبنان من المسؤولين ، هكذا لاحقوا ايلي الفرزلي وطردوه من مقهى ولاحقوا زياد اسود وطردوه من مطعم وطردوا فؤاد السنيورة من جامعة ..

اما الرؤساء فإن اي واحد منهم يحتاج حرساً جمهوريا وشرطة مجلس نواب وحرسا من رئاسة الوزراء وكلهم محصنون بأجهزة امنية تسبقهم بالمعلومات قبل النزول عن كم " الاعداء" الذين يتهيؤون لشتم اي واحد من الرؤساء يجرؤ على النزول الى الشارع. 

نحن نعتقد يا سيدنا ان القبرهو ربما اقرب لأي من الفاسدين من الشارع الذي تدعوهم للنزول اليه!

انهم محصنون ببقر وخرفان وثيران من جماعاتهم المرتزقة فاقدي العقول والاحاسيس.. ومحصنون بشرعية الاجهزة المكلفين حمايتهم ولا يجرؤ اي رئيس منهم ان يخضع لجهاز امن لم يعين رئيسه من محاسيبه... وعلى الرغم من ذلك فإن احدهم اجبن من ان يواجه الناس الذين تدعوهم لمواجهتهم.

يا سيدنا،

انت تفترض ان من تدعوهم لمقابلة الناس لا يعلمون اي شيء عن معاناتها وهذه كارثة بعد مرور سنوات على المعاناة وبعد ان اشفق العالم كله على احوال اللبنانيين وبعضهم راح يجمع التبرعات لإرسال حليب ودواء وغذاء اليهم واطفالهم واهاليهم او انك يا سيدنا تفترض انهم يعلمون ولكنهم لا يبالون بأي انسان في بلد يحكمونه بالفساد والافساد وسرقة اموال الناس وقد احالوا اهله الى متسولين لكل شيء بكامل وعيهم وبكل اصرار وتصميم ... فهل هؤلاء الذين تناشدهم بشر ناس مخلوقات آدمية ؟ ام انهم افاعي خنازير تماسيح؟

نحن نعلم يا سيدنا انك تقوم بواجبك الديني والاخلاقي والانساني... لكن ربما فاتك امر جوهري وهو ان هؤلاء هم من خارج طينة الذين يؤمنون بأي دين ولا مروا يوماً الى جانب الاخلاق وهو من طينة المخلوقات غير الآدمية.

 

***صحافية لبنانية

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment