عنف رقمي

10/22/2020 - 10:58 AM

Prestige Jewelry

 

 

بقلم: صالح الطراونه

 

ما هو العنف الرقمي " هو تحرش إلكتروني شبية بالتحرش الواقعي لكنه أشد أذى منه إذ على خلاف المتحرش العادي الذي يمكن رؤيته ومواجهته أو حتى تلاقية في حين التحرش الإلكتروني يخترق جدران المنزل ويقتحم خصوصية الأطفال والجميع ويكون مجهول الهوية يتلطى خلف قناع الأسماء المستعاره والهويات المنتحله وهذا ما يحرره من القيود الأجتماعية والمعايير الأخلاقية ويجعله أكثر جرأة  وتهوراً في ملاحقة الأطفال, وإبتزاز البعض منهم  بغية الحصول على مكتسبات مادية أو جنسية من هنا نستطيع القول بأنه المأساة الحقيقية التي واجهتنا جميع كأسر في جائحة كورونا بجانب الوضع الاقتصادي وتبعياتة هو الآثار السلبية لأستخدام أطفالنا لساعات طويلة للأنترنت  وما ترتب على ذلك من نتائج سلبية أكدت حاجتنا الماسه لإعادة التفكير ملياً لعودة أهم ركن أساسي بتغطية هذا الفراغ وهو المدرسة التي تشكل أحد أهم عناصر توزيع ساعات اليوم لهذه الفئة من الأطفال وبما يناسب وعدم تغير السلوك لديهم في ظل إنفتاح شبكة الأنترنت دون رقابة على كافة مخرجاتها فقد اكدت دراسات إجريت على ما مجموعه 360 أباً حيث تناولات الأسئله حول علاقة أطفالهم بالأنترنت وقد افضت النتائج الى إن 69.6% ممن لديهم أطفال أعمارهم بين 4- إلى 10 سنوات يستخدمون شبكة الأنترنت من ساعه الى 6 ساعات يومياً .

وجاء تطبيق يوتيوب حسب إجابات الأهالي بنسبة 74.1% ثم تطبيق تيك توك بنسبة 28.1% وباقي الأمور الأخرى 29.7% .

الملفت بالداسة التي اجريت على عينة الإستطلاع إن حولي 57% من عينة الإستطلاع أجابوا على سؤال " هل فعّلت خاصية الرقابة الأبوية على الأجهزة التي يستخدمها أطفالك ؟ الإجابه كانت "لا" ما يعني ذلك بأن الأطفال أصبحوا عرضه فعلية للعنف الرقمي  والتحرش الإلكتروني والذي سببة المباشر الأستخدام الخاطئ للأنترنت وغير الآمن .

منسقة برنامج السلامة الرقمية بالأردن " لينا المومني " أفادت إن بعض المسوحات التي أجريت مؤخراً أثبتت إن عشرات الأطفال في الأردن يتعرضون للعنف والتحرش الإلكتروني والذي كان سببة المباشر سوء إستخدام الأنترنت وبينت بأنه سيتم تنظيم حملة سوف تتضمن عدة محاور رئيسية أهمها " الرقابة والمتابعة للأجهزة المتصلة بالأنترنت المستخدم من قبل هذه الفئة من الأعمار .

حيث سبق وان قامت وزارة الأتصالات وتكنولوجيا المعلومات وبالتعاون مع دائرة الإحصاءات العامة بعملة مسح حول إستخدام شبكة الأنترنت بالمنازل عام 2017 أكدت هذه المسوحات إن 98.4% من الأسر الأردنيه لديها هاتف خلوي، و88.8% من الأسر لديها خدمة الأنترنت والأهم الملفت بهذه المسوحات إن ما بين عمر 5 الى 18 عام وعددهم 3.3 مليون طفل يستخدمون الأنترنت من بينهم 1.6 مليون طفله والباقي ذكور، وبينت الدراسه ايضاً  بأنه من كل 10 يوجد 8 حالات تحرش إلكتروني

حيث تضمنت السلوكيات المتعلقه بالتحرش الإلكتروني " تلقي مكالمات خلوية متكررة وغير مرغوب بها، استلام رسائل نصية غير لائقه او صور فاضحة أو جنسية  وأستغلال الصور الشخصية والتهديد فيها بل وصل الأمر الى إختراق الخصوصية او الحسابات الإلكترونية وطلب القيام بأفعال ذات طابع جنسي أمام كاميرا الهاتف أو الكمبيوتر .

أخيراً تصوروا بأن المحتوى الرقمي يعادل ثلاثة ملايين ضعف المعلومات الموجوده في جميع الكتب التي كتبت حتى الآن، هذا الأنفتاح الرقمي الكبير والهائل مهد الطريق لبزوغ مرحلة من العنف المعلوماتي الضار وشديد القسوة في العلاقات الدولية والشخصية لم تعهده البشرية من قبل فأحذروا ترك الأبناء عرضة لتشوية ما تبقى لديهم من قيم واخلاقيات مجتمعية هناك لا  ينفع الندم مطلقاً وأنا واحداً منكم.

 

*كاتب وباحث اردني

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment