من هو ذاكَ العبقري

04/09/2020 - 13:02 PM

بيروت تايمز

 

 

الهام سعيد فريحة



حقاً هناك عباقرة كثر في لبنان، أهمهم وأفعلهم عبقري "عتيقٌ" دفع الحكومة الى ان تطلب من شركة لازار للاستشارات المالية، نصائح لسد عجز الدولة العظيمة من "فاسدي الفساد" المتعاقبين، فتشاع النصائح عبر جهات عديدة وعبر مراكز التواصل الاجتماعي بمصادرة اموال المودعين وتحويلها الى سندات خزينة لسنوات .
وعائلة لازار من العائلات اليهودية التي رحلت الى اميركا ودخلت في اللوبي المالي العالمي، والجدير بالذكر ان مؤسسي هذه الشركة هم اربعة اشقاء: لازار ،الكسندر، وايلي وسيمون لازار والتي تأسست في العام 1848، ومفتاحها الكسندر ويل.
وهذه الشركة التي يملكها يهود، وقد تولى سالمون لازار رئاسة هذه الشركة من العام 1827 الى العام 1916 هو الذي بدأ اعمالها في لوس انجلوس.
لنختصر هذا الموضوع، فأن واجه الشعب اللبناني الذي يملك مالا ام لا، باعتماد هذه النصيحة من شركة يهودية... فوداعا لفيروس الكورونا ودر الى الثورة العارمة.
***
هل تعرفون أن الناس لا ينامون من شدَّة القلق على قرشهم الأبيض الذي خبّأوه لليوم الأسود… فكنتم أنتم يومهم الأسوَد…
الناس يبدأون نَهارَ رعبهم بأخبارِ ابتلاع الودائع، وبالتحويل الإجباري إلى الليرة… ويختمون نهارهم بأخبار تحويلها إلى سندات!
فإلى أي مرجعية يلجأ الناس، وقد عطّلتم القضاء، وأطلقتم يد عباقرة لهم اليد الطولى على الحكومة لتفتك بالناس بلا رحمة؟
***
هذه الحكومة الجبارة التي قام رئيسها اليوم مشكورا بجولة ميدانية على بعض المتاجر كي يرى بأم العين ما قيمة الــ 400 الف ليرة شهريا بعد تلك الحملة الدعائية التي "طَوَشَوا الدنيا" بها قبل توزيعها…
فعلام هذه الجولة التي قام بها رئيس الحكومة؟
ألم يكن في موقعه الاكاديمي المحترم ، يأكل ويشرب ويعرف الاسعار وهذه من أبسط امور الدنيا ؟
الأليق والأجدى بدل تلك الجولات الميدانية، عدم تمنين الشعب اللبناني الكريم الأصيل.
نصيحة: خفضوا اسعار السلع، "وبلاها هذه الإعاشة"!
***
لم نرَ في خطة الحكومة الاقتصادية شيئاً عن الأموال المنهوبة أو المهرّبة…
وبدلاً من معاقبة الناهبين والمستغلين وإجبارهم على إعادة المال المنهوب، لجأتم الى عباقرة الشركات العالمية للاستيلاء على ودائع الناس…
وللمناسبة، ووسط هذه المعمعة، كيف وجدتم فرصةً لإيقاظ سدّ بسري من نومه، بقيمة 625 مليون دولار؟ إلا إذا كان صحيحاً ما يتردّد عن مصالح لفلان أو فلان في المشروع…
وبعد، كيف تريدون من الشعب أن لا يصدِّق، اننا في ذروة الفساد؟
***
والآن، ما قصة شركة "لازار" المالية وتحويل الودائع كلّها إلى سندات؟
البعض يقول: "لا دخان بلا نار". وإذا لم يكن الأمر مطروحاً بهذا الشكل الفجّ، فربما يكفي أن الوزير السابق المصرفي مروان خير الدين، وهو الخبير الاقتصادي من جامعة هارفارد والعليم بتلك الأمور،
انه الوحيد الذي تجرأ وبادر إلى التحذير من هذه الشركة ونيّاتها ومخاطرها…
لا نعلم كيف تمّ التفاهم على شركة "لازار" لتكون الاستشاري الرسمي للحكومة اللبنانية؟
***
بالفم الملآن يقول الشعب : إذا كنتم تظنون أن "الكورونا" خنقت اصواتنا، فاعلموا أن الوباء سيرحل بعد أشهر، وسنتفرّغ لكم…
لن نرحمكمْ! وستكون انتفاضتنا ساحقةً ماحقةً لأن الجوعَ كافرٌ…
وأننا سنحاسب الذين ظلمونا، وسنرد الصاعَ صاعين…
فاحذَروا…
الشعب يكرر: إذا أكلتم تعبنا، فستفاجأون بمن سيأكلكم!
***
إذهبوا إلى سارقي المالِ الحرامِ وأستعيدوه.
هؤلاء الــ Nouveaux Riches الذين دخلوا جنة السياسة، وكانوا وزراء سابقين صاروا طواويس ينفشون ريشهم على اكابرهم .
أولئك الذين إذا شتمهم الناس بسبب استغلال لمناصبهم، ويضخمون سياراتهم المواكبة وكأنهم ثعلب الصحراء رومل ،لا يشعرون بأي حرج و"كأن الدني عم تشتّي"،
اما اذا عملوا خيراً ليحصلوا على التمجيدِ… للأسف الشديد يظنون انهم صاروا أكبر من كلمة "شكراً"…
فعلاً نحتاجُ إلى "هيركات" بموسٍ حاد،ولا مانع من شركة لازار الفرنسية العالمية انما للطبقةِ السياسيةِ السابقة الفاسدةِ،
والاّ...نصيحةٌ من الشعب اللبناني البطل : أنسوا "هيركات" ودائع شرفاء عرق الجبين !

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment