سد بسري في زمنِ كوروناَ... نموذجٌ فاضحٌ لحكومةِ الكوما

04/06/2020 - 15:31 PM

Nanour

 

 

الهام سعيد فريحة

فيما رضخت حكومة حسان دياب للضغوط لاعادة المغتربين اللبنانيين في خطوة لا يمكن التكهن الآن بنتائجها، باستثناء حالة الفوضى التي سادت وصول اول طائرة، تتزاحم الاخطاء الخطايا لوزراء الحكومة الذين سيلحقونَ أنفسهم كل لحظة بخطواتٍ تكون اكثر عشوائية وفوضوية مما سبقها.
في دولة العجز والفوضى والافلاس المالي والنقدي... هناك أيضا افلاس انساني...
هل هناك اسوأ من نموذج تعامل الحكومة مع مطالب الثوار والمجتمع المدني وكثرٍ من الخبراء حيال سد بسري؟
ألم يكن سكان بيروت منذ سنوات طويلة يعانون انقطاع المياه واذا جاءت فتأتي ملوَثة فما الداعي اليوم في دولة مفلسة لان نصرف ما تبقى من احتياطاتنا بالعملات الصعبة على سد لا يمكن تكهَن نتائجهِ في ضوء تزاحم تقارير الخبراء الذين يتحدثون عن هدرٍ لا معنى له وعن خراب بيئي وثقافي وحضاري نحن بالغنى عنه ؟
***
أليست هذه الحكومة تعمل بالنكايات وبالمقايضات؟
ما الذي جعلها تعيد التأكيد على تنفيذ سد بسري الذي تفوق كلفته السبعماية مليون دولار؟
حجّة أننا اذا أوقفنا التنفيذ نكون نهدرُ اليوم 300 مليون دولار دفعت ثمن الاستملاكات والتمديدات الى بيروت، لن تُقنع الناس فهذه اساسا ربع فاتورة فيول كهرباء تحرق سنويا من اموال الناس؟
وهل هذا هو الهدر الاول من جميع السلطات التنفيذية؟
وأساسا عندما تم تلزيم المشروع هل تمت استشارة الناس بقروض ترهقهم لأجيال بمليارات الدولارات؟
عدا عن الاسئلة المطروحة والشُبهات التي تحوم الجهات المنفذة والمتعهدين المحظوظين.
***
هل انتبهت حكومة الكوما ان أكثر من نصف شعبها تحت خط الفقر وانه بدل المبالغ الرمزية التي خُصصت للناس والتي قد لا تتجاوز الاربعمئة الف ليرة لبنانية، كان يمكنها تحويل اموال قرض البنك الدولي الى الناس ..؟
في الدول التي تحترم شعوبها تتخذ الحكومات اجراءات وقائية وتمنع الناس من التحرك وفي الوقت نفسه تجهد لتقديم ما يلزم لدعم الناس ماليا واجتماعيا وحتى نفسيا.
في لبنان تختلف الحكومة على تقاسم التعيينات وعلى صحن الجبنة الذي ما زال يَطعم الجشعين من "فاسدي الفساد"في السلطة بوجوه مقنّعة ولكنها تقدّم الفُتات للناس... او ما أبقاه الناهبون للناس ...
***
يقف الناس مذلولين ينتظرون رفة جفن لموظف مصرف ليعطيهم اموالهم بالقطارة... تصدر قرارات وتعاميم مبهمة وغامضة لاسكات الناس او صغار المودعين عبر اغوائهم لا بل رشوتهم بدفع اموالهم حسب سعر الصرف فيما المودعون الآخرون تخطط السلطة التنفيذية – المالية كيف ستبخر لهم اموالهم بعدما وضعت المصارف يدها عليها؟
هل هناك اسوأ مما يحصل في لبنان للبنانيين؟ هل هناك أسوا من هذا الخناق الذي يشدُ على رقاب الناس؟
هل هناك اسوأ من صوت والدٍ مخنوق ترافقه كاميرات بعض الجائعين من السلطة للاعلام وهو يطلب ربطة خبر باكيا؟
من أوصل اللبنانيين الى هنا؟ من أوصل اللبنانيين ليشخذوا بذل الرغيف والدواء وكف التعقيم والقناع؟
مودعون صغار تتم رشوتهم بفرق سعر الصرف فيما المتعهدون الكبار يسرحون ويمرحون ويعودون الى الطاولة من الشباك بعدما خرجوا من باب الثوار ...
***
السلطة التنفيذية تربح الوقت باجراءات الكورونا، ولكن هل فكرتم في مرحلة ما بعد كورونا؟ اذا بقينا؟ هل ستبقون؟
كيف ستواجهون جوع الناس في دولة مفلسةٍ، ملاحقةٍ دوليا؟ محظورةٍ دوليا؟ معاقبةٍ دوليا ومخنوقةٍ محليا؟
***
الويلُ لكم من ثورةِ جوع الناس التي خبأتها كورونا ولكنها آتية حتماً اليكم وهذه المرة ستجتاحكم في غرفِ نومكم، وتُوقظكم من الكوما التي انتم فيها.

 

 

Share

Comments

There are no comments for this article yet. Be the first to comment now!

Add your comment